في اليوم العالمي لحرية الصحافة … الصحافة تنشد الحرية
يعود الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة في الثالث من شهر ماي من كل عام…. وتعود معه الذكريات و تداعي الخواطر واستحضار المحطات التي شكلت مسارا مهنيا كاملا..ولا توجد في العالم مهنة يتورط فيها الإنسان وتجعله اسيرها مثل مهنة الصحافة.
والصحافة هي المهنة الوحيدة التي تقتات من عذابات واتعاب من يمتهنها.. وهي تماما مثلما كتبت في روايتي// مرايا الروح // لا تتورع في ان تأكل صاحبها تماما كما القطط عندما تجوع تاكل حتى ابناءها..
صحافيون كثر في العالم دفعوا حياتهم ثمنا ومهرا للصحافة وخصوصا لحرية الصحافة.. والصحافة لا بمكن ان تكون الا حرة …أما الصحافة المكبلة بالأغلال فهي لا تعيش ولا تستمر.
وطبيعة الصحافة انها تنشد الحرية ولا تزدهر الا في مناخ الحرية واحترام حقوق الانسان.
وهي تاخذ من الادب روح الخيال ولكنها تضيف له الانتصار للحقيقة.. وتاريخ الصحافة في العالم العربي انبنى على إسهامات رجال كبار امنوا بالدور الأساسي الذي يمكن ان تقوم به الصحافة في نشر الوعي.
ومنذ البدء كانت القضية الكبرى للصحافة هي قضية الحرية..وبقدر ما يحرص الحاكم اي حاكم في اي نظام مهما كان ديمقراطيا على تكون الصحافة اداة طيعة بين يديه يشكلها كما يريد وفي خدمته بقدر ما يسعى الصحافيون الى كسر هذا القيد.
ومثلما يقول الصحفي الكبير مصطفى امين. الصحافة المكبلة تهدم القصور والصحافة الحرة تبني القصور.
ولكن معركة الصحافة والحاكم والحرية هي معركة ازلية.والصحافة مهنة تحب من يحبها .. ولذلك الصحفي الناجح هو الذي يحب مهنته. وهذا الحب دفع افواجا من الرجال والنساء الى ممارسة العمل الصحفي رغم اتعابه.
هذا العام يعود اليوم العالمي لحرية الصحافة والصحافيون الفلسطينيون يسقطون بالعشرات في ساحة الوغي.. شهداء الواجب ونقل المعلومة …
اكثر من 145 صحفى فلسطيني استشهد منذ انطلاق عملية طوفان الاقصى وقبل هؤلاء …..سقط صحافيون آخرون شهداء في ساحة نقل الخبر في مقدمتهم ايقونة الاعلام شيرين او عاقلة وآخرون..
يعود اليوم العالمي لحرية الصحافة وهناك صحافيون في السجون مثل الزميل محمد بوغلاب فرج الله كربه ..
كم هي قاسية هذه المهنة..المهنة الوحيدة التي يتلذذ صاحبها ما تسببه له من اتعاب والام..
كالهر الذي لا يتفطن الى ان الدماء تنزف من جسده ويتقاطر الدم من لسانه وهو يلعق ما علق بالسكين من فتات لحم ..-