عبير تتحدى…

لا حديث هذه الأيام سوى عن تلك المواجهة التاريخية التي جرت تحت قبة البرلمان بين النائبة عبير موسي رئيسة الحزب الدستوري الحر والشيخ راشد الغنوشي رئيس حزب حركة النهضة ورئيس مجلس نواب الشعب
المواجهة المذكورة – التي حظيت باهتمام كبير من قبل الرأي العام التونسي والعالمي – تمحورت حول أداء الشيخ راشد بصفته تلك سواء على مستوى ادارته لشؤون المجلس أو بسبب عديد المبادرات التي اتخذها دون علم المجلس أو استشارته لا سيما تلك التي تعلقت بعلاقات تونس مع الخارج ومحاولته اقامة حلف مع تركيا بهدف التدخل في الشأن الليبي والانحياز لشق دون آخر من أطراف النزاع في هذا البلد الشقيق، وهو ما اعتبرته موسي تدخلا لا مبرر له في العلاقات الخارجية التي تبقى من اختصاص رئيس الدولة..
مساءلة موسي لرئيس البرلمان استغرقت زهاء الربع ساعة كانت شديدة الوقع على الشيخ راشد الذي لم يجد بدا من البوح بأنه قد يكون أخطأ في اتخاذ مثل هذه المبادرة معتبرا أن الأمر لم يكن بالخطورة حتى يصبح موضوع مساءلة رسمية.
ولئن نجحت عبير موسي في استمالة جانب هام من النواب فإنها لم تحظ بالعدد الكافي من الأصوات لكسب هذه المواجهة، لكنها سجلت نقاطا ايجابية ستحسب لها ولحزبها في مجال ممارسة حرية التعبير والاصداع بالرأي دون خوف أو وجل وهو ما سيفتح الباب فسيحا للمساءلة داخل مجلس الشعب…مستقبلا