طرائف في موسم الزيتون
في الصندوق : كان الزيتون يُجنى ويُوضع في صندوق كبير يحمل على (الكريطة)
والكريطة يجرّها بغل، ويقودها صاحب الكريطة أو واحد من مساعديه ويتجه بها من (الحوازة) الى سوق الزيتون أو المعصرة
وبما أن السوق يفتح باكرا فإن الكريطة بحمولتها تخرج قبل الفجر، وصاحبها مازال يأخذه النوم لذلك يتدثر بلحاف وينام فوق الزيتون ويترك البغل يسير سيره فهو يعرف الطريق…علموه فتعلّم.
وفي يوم، حدّد لصوص هدفهم على كريطة، فلمّا وصلت إليهم، دخل أحدهم تحتها وفتح (الكمّ) الذي يسقط منه الزيتون، وأخذ يملأ وعاء بعد وعاء ويسلّمه لجماعته وهم يجرون خلف الكريطة والبغل يواصل طريقه وصاحبها نائم، ولم يستيقظ إلا وهو يجد نفسه في أسفل الصندوق والصندوق خال من الزيتون.
في الكيل : كان المتعارف أن الزيتون يكال بمكيال يقال له : (قلبه)
من كُـم الكريطة ينزل حب الزيتون في المكيال، والكيّال يعدّ ويحسب ومساعدوه يرددون العدّ حتى إذا وصل العدد الى 16 أعلن عن قفيز وهكذا…
ويروى أن صاحب معصرة زيّف المكيال، فتفطن إليه بعضهم، ففضحوه وكشفوا أمره، ولقبوه (بو ڤلبه) ولازمه اللقب الى آخر حياته.
البحرية : في موسم الزيتون كان أصحاب المعاصر ينتدبون عمّالا للكيل وللعصر يسمّون البحرية…وكان كثير من العاطلين عن العمل يجدون الفرصة في الموسم وبعض البنائين يتوقفون عن البناء وينضمون الى المعاصر فالأجر مضمون
كان أصحاب المعاصر يحرصون على النظافة، ويراقبون العمال…وفي طريق المراقبة اكتشف صاحب المعصرة خطوطا مرسومة على جدار المرحاض بالغائط. فـفـكّر وقرر كشف صاحب الخطوط، عدّ ما كان منها، وجلس يراقب، وكلما دخل بحريّ (المرحاض وخرج) أسرع صاحبنا يعدّ الخطوط حتى اكتشف الخطوط قد زادت بعد أن خرج البحري فلان، فدعاه ودعا أصحابه وأثبت عليه التهمة بالشمّ ثم أمر بجلده وطرده…
حارسة المعصرة : كان صاحب المعصرة يتخذ للمعصرة عائلة تحرس المعصرة في كامل السنة، وتجمع في الموسم ما يتطاير من الزيتون عند الكيل لبيعه…كما كان صاحب المعصرة يتخذ غرفة للكاتب الذي يتولّى حساب الزيت والزيتون وأجور العملة وغالبا ما يبيت في المعصرة…ويروى أن زوجة الحارس كانت صغيرة وجميلة فراودها الكاتب فكانت تقبض منه وتُعلّـله وتعِده وتُمَنـِيه ثم أوصلت خبره الى صاحب المعصرة فكشف أمره وفضحه وأطرده…وكم في موسم الزيتون من حكايات ماضية.
قالوا : على شجرة في العلالي تنادي يا تعس من باعني ويا سعد من شراني