حكاية أغنية : الأطــــــــلال

أحبّ الشاب ابراهيم ناجي ابنة الجيران زوزو حمدي الحكيم التي ستصبح فيما بعد فنانة ثم سافر الى لندن لدراسة الطبّ وعند رجوعه وجد أنّها تزوجت من الكاتب الصحفي محمّد التابعي، لكنّه لم يستطع نسيان حبّه لها ولم يكن يعلم بهويّة زوجها…وبعد خمس عشرة سنة في وقت متأخر من الليل جاءه رجل يستغيث به لينقذ زوجته التي عسرت عليها الولادة، ورافقه الى بيته وكان وجه المرأة مغطّى وفجأة بدأت أنفاسها تقلّ وغابت عن الوعي عندها طلب منهم الدكتُور أن يكشفوا عن وجهها حتّى يسهل عليها التنفس، فكانت الصدمة ! إنّها حبُّه الذي لم يَنْسَهُ أبدا، إنّها زوزو…وأجهش بالبكاء أمام دهشة الحاضرين وذهولهم…وبعد ساعة رزقت بمولود وأصبحت حالتها جيّدة…وعاد ابراهيم ناجي الى البيت وأكمل كتابة رائعته الأطلال التي كان يحبّر منها أبياتًا كلما تذكّرها :
يا فؤادي رحم الله الهوى***كان صرحًا من خيال فهوى
اسقني واشرب على أطلاله***وارو عنّى طالما الدمعُ روى
كيف ذاك الحب أمسى خبرًا***وحديثا من أحاديث الجوَى
وتمنّى الشاعر أن تغنّيها كوكب الشرق أم كلثوم منذ بداية الخَمسينات من القرن العشرين إلا أنّها غنّتها بعد وفاتِه بثلاث عشْرَةَ سنة أي سنة 1965 بتلحين رياض السنباطي وقام الشاعر الكبير أحمد رامي بتغيير بعض الكلمات منها :
” يا فؤادي لا تسل أين الهوى” عوضا عن : “رحم الله الهوى” كما زادها سبعة أبيات من “قصيدة أخرى لابراهيم ناجي بعنوان : “الوداع
وهي بداية من قوله :”هل رأى الحب سكارى مثلنا” الى قوله : “وإذا الأحباب كلٌّ في طريق”
وقد اعترفت زوزو حمدي الحكيم في إحدى اللقاءات الصحفية أنّها هي ملهمة شاعر الأطلال وزعمت أن بعض أبياتها قد كتبها الشاعر في وصفات دواء كان يقدّمها لوالدتها المريضة ويبدو أن هذا الخبر لا يستقيم باعتبار أنّها قد غابت عنه طيلة خمس عشرة سنة