جربة / بعد تأجيل القمة الفرنكفونية رصد آراء عدد من الناشطين في المشهد الثقافي

تأجيل القمة الإفريقية التي كانت مقررة يومي 20 و 21 نوفمبر 2021 أدخل بلبلة على كافة المتدخلين وأربك عديد المنظمين للتظاهرات الثقافية بجزيرة الاحلام جربة او خارجها ولئن يحمل البعض رجال الثقافة المسؤولية فإن البعض الآخر يرى أن القرار يعود إلى وزارة الشؤون الثقافية فهي الداعم للتظاهرات وفي غياب دعمها لا يمكن أن تنجز أية فعاليات.
وفي هذا السياق تحدث الدكتور زهير بن تردايت رجل الثقافة للاعلامي ميمون التونسي و صرح بأنه كان رفقة عدد من المثقفين قد نادى بمشاركة مثقفي الجهة في فعاليات القمة بناء على قاعدة الحوار أي ألا نكون مجرد مستهلكين لما ستقدمه الوفود المشاركة خاصة وأن عددا كبيرا من الفنانين ورجال الثقافة بجزيرة جربة قادرون على إبراز الثقافة التونسية وثرائها وجعلها نقطة جذب للسائح مما ينوع المنتوج السياحي بالإضافة إلى السياحة التي تعتمد البحر والشمس وأكد الدكتور بن تردايت أن إلغاء التظاهرات التي تقوم على هذا المبدأ والتي تدعم إشعاع صورة تونس يجعلنا نهدر فرصة أخرى بقطع النظر عن انعقاد القمة من عدمها .
إن وسائل الإعلام ومواقع التواصل منصات تبحث عن المحتوى الذي يصنعه رجال الثقافة للتسويق للوجهة التونسية وإبراز تعدد منتوجها وثرائه ولئن أجلت القمة فإن الفعل الثقافي يمكن استثماره ويجب أن يتواصل .
كما رصد الاعلامي ميمون التونسي راي الاستاذ مهدي بن حمودة متابع للمشهد الثقافي بالجهة فافاد انه لا أظن أن اي تونسي في الداخل والخارج له قدر من الوطنية يكون سعيد بقرار تأجيل موعد انعقاد القمة الفرنكونونية لسنة 2022 .
هو موعد بدأ الاستعداد له ليكون فاتحة انطلاق جديد للنشاط السياحي لتونس عموما وجزيرة جربة خصوصا التي تضررت جميع الأنشطة الثقافية والثقافية خلال سنوات جائحة الكورونا 2020و 2021 .وهو موعد ينتظره كل التونسيين من اجل تقديم صورة جيدة عن تونس الجديدة الديمقراطية الباحثة عن دعم واستثمارات خارجية تخرجها من نفق الانهيار الاقتصادي ومخلفات عشرية خربت البلاد بسبب استشراء الفساد وعدم كفاءة من قادوا البلاد طيلة تلك الحقبة الحالكة. كتت اتمنى ان تعقد القمة في موعدها حتى يتم التسريع في تحشيد الدعم والاستثمار الخارجي خاصة ونحن على أبواب تقديم قانون ميزانية جديد وما بتطلبه من توفير موارد للدولة وتسريع لنسق التنمية عبر الشراكة مع الدول الصديقة والشقيقة وفتح افق للحكومة الجديد برئاسة السيدة بودن لكسب ثقة المستثمرين .
انعقاد القمة في موعدها في تقديري يقطع الطريق امام كل المتربصين بفشل التجربة الديمقراطية في الداخل والخارج ويكون ردا قاسيا على غربان الطابور الخامس ممن احترفوا بيع الضمير والكرامة والمزايدة على وطنهم في سوق عبيد الاستقواء بالاجنبي الرخيصة مقابل فتات من مزابل أولياء نعمتهم.
اكثر ما هو ايجابي في هذا التأجيل انه كشف الوجه القبيح لبعض من تحملوا مسؤوليات سابقة خطأ وصدفة في هذا الوطن و فضح ادوارهم المشبوهة في تخريب اوطانهم واخرجهم قرار التأجيل من تاريخ هذا الشعب دون رجعة. وتظل جزيرة جربة ومن ورائها تونس تحظى بثقة عالية لعقد تلك القمة سنة 2022 ولعل هذا التأخير يعطينا فرصة اضافية للعناية بعروس المتوسط على مستوى البنية التحتية المنشأت السياحية وخاصة الثقافية لما تمثله هذا القمة من اهمية في ابراز للخصوصية الجزيرية الثقافية والمجتمعية والحضارية والتاريخية والتعايش الفكري والديني والمذهبي والتسامح و كذلك الاستعداد اللوجستي والأمني لتكون حاضرة على أحسن صورة تزيد في تثبيت جزيرة الأحلام جربة كأحدى افضل اماكن الكرة الأرضية واحسن وجهة سياحية في العالم لسنوات اخرى.
اما مهدي اللواتي عضو بجمعية صيانة جربة فكان له هذا الراي علمنا في جمعية الصيانة بخبر تأجيل القمة الفرنكوفونية رغم تنسيقنا وعملنا منذ أشهر مع وزارة الثقافة ووزارة الشؤون الخارجية من خلال اقتراح المعالم التاريخية التي يمكن زيارتها من الوفود وكذلك من خلال اسهامنا في الجناح التونسي في القمة لكن يبدو وان التقدم في الأشغال لم يكن بالنسق المطلوب رغم جهود كل الأطراف المحلية والجهوية. تأسفنا لهذا التأجيل لكن كلنا أمل وقناعة بظرورة مزيد الاعتناء بالجزيرة حتى تكون في أبهى حلتها في السنة المقبلة.
تمثل القمة أو أي تظاهرة دولية أخرى فرصة لإشعاع جزية جربة في العلم ودعم ادراجها في التراث العالمي. كما أؤكد أن لتونس تاريخ مجيد ومستقبل واعد وعزة نفس بروح الافتخار، كانت سباقة وستبقى صد منيعا ضد كل من يحاول تشويه صورتها في الخارج. ثم ان تنظيمها في تونس استحقاق بكونها احدى البلدان المؤسسة المنظمة الفرنكوفونية. عموما لغة فرنسية كانت أو غيرها، تمثل مفتاحا للتعارف والتثاقف وسوقا تجاريا من الغباء التفريط فيه وننهي هذه التصريحات مع الناشط في المجتمع المدني والحياة السياسية بالجزيرة رياض البوبكري الذي افاد بما يلي محليا ، ولئن اختار البعض التقليل من تبعات تأجيل القمة الفرنكوفونية او حتى إلغاؤها الذي سيبقى وصمة عار في جبين تونس الثورة والديمقراطيةالناشئة وإرجاع أسبابه لمجرد نقص لوجستي وتعطيل في الأشغال وهو ما نفاه مسؤولو الدولة انفسهم بالقول بأن جربة ستكون جاهزة بحلول تاريخ انعقادها ، فإن جزيرة الأحلام ستدفع ثمن التأجيل مسّا وتشويها لسمعتها وصيتها العالمي كوجهة محبذة.
جربة التي استبشرت بالتشريف ستدفع ثمن عبث أهل السياسة والحسابات . اما من يظن ان التأجيل سيكون في صالح ما شرع فيه من اشغال الصيانة على البنى التحتية فهو مخطئ بلا شك لأن الأشغال سرعان ما ستتوقف لنستفيق كعادتنا قبل أيام من الموعد الجديد لنكنس ونطلي وتغطي قذارتنا بمساحيق التجميل الظرفية…