المهرجان الدولي للزيتونة… يرفع مشروع متحف الزيتونة بصفاقس
يسدل الستار اليوم على الدورة الرابعة لمهرجان الزيتونة الدولي، وقد رافق النجاح والتألق هذه النسخة الجديدة من المهرجان، وكان كل شيء على ما يرام تقريبا. والى جانب جمعية تونس للزيتونة الهة المنظمة لابد من تسجيل الدعم البارز والحضور الكامل في مختلف محطات المهرجان للمندوبية الجهوية للسياحة بصفاقس.
لقي بقيت فكرة مشروع متحف الزيتونة قائمة منذ الندوة الصحفية للمهرجان، قبل انطلاق المهرجان يوم 12 مارس الجاري ، وقد أكد السيد فوزي الزياني في إذاعة صفاقس حرصه على هذا المتحف ، كما أكد لي السيد حمادي عبيد، عضو الهيئة المديرة للمهرجان، متابعته لهذا الموضوع . وفي هذا السياق أردت أن أساهم في هذه الفكرة المغرية بأن يكون لصفاقس متحف للزيتونة.
الواقع أن مشروع فكرة متحف الزيتونة بصفاقس قديمة نسبيا اشتغل عليه د. علي الزواري، وكان المتحف ملحقا بالمركب الثقافي الضخم الذي برمج له في صفاقس الجديدة في مكان الولاية حاليا. ثم ما حصل نقل موقع المركب الثقافي وقزم حجمه وأزيل منه مشروع متحف الزيتونة، وقد كتب عن هذا الموضوع سابقا د. محمد علولو، وفضح السياسة المركزية تجاه صفاقس .
وفي هذا الصدد أعدّ د.علي الزواري، أعتقد في الثمانينيات من القرن العشرين، ملفا علميا مفصلا ومتكاملا وأنيقا، عثرت عليه صدفة بالأرشيف البلدي، وانا أعد اطروحتي حول بلدية صفاقس. ولما أرادت الباحثة سميرة عروس العودة الى هذه الوثيقة لإعداد بحثها في الدكتوراه بالجامعة التونسية حول نفس الموضوع، لم تعثر على الملف وكأنه تبخر بالكامل !!! وللإشارة فإن البلدية لم تقم برقمنة هذا الأرشيف الى اليوم، بالرغم من أنه كنز وثائقي هام. وكيف تريدون من صنف هذا المجلس البلدي أن يهتم بوثائق وبتراث مدينة صفاقس وتاريخها …؟؟؟
ثم بادر بإحياء هذا المشروع، في حدود سنة 2013، السيد زهير بن جماعة وهو رجل أعمال في المجال السياحي وصاحب غابة زياتين واسعة غير بعيدة عن تونس العاصمة . وكان يهدف إلى إنجاز مشروع فلاحي سياحي على الطريق السيارة الرابطة بين صفاقس والمحرس. والحديث عن الزيتونة لا يكتمل إلا بالإشارة إلى مركز تقديم الزيتونة (ليس بالمتحف بأتم معنى الكلمة) الذي انجزه السيد عبد العزيز المخلوفي ضمن شركته العملاقة CHO . والاشارة أيضا الى د.الناصر البقلوطي المختص العلمي في إنجازالمتاحف.
محتوى متحف الزيتونة وأبعاده الجغرافية والحضارية يمكن أن يكون محور حلقة أخرى لمدينة، هي صفاقس، عرفت أجمل غابة زياتين في العالم في بداية القرن العشرين.