أم الخبــــائث
مازلت أذكر شيخنا المرحوم محمد ڤطاطة وهو يعلّمنا كيف نكتب الانشاء فقد طلب منا يوما أن نتحدّث عن (أمّ الخبائث) وترك لنا الحرية في الكتابة ومازلت أذكر أن الكثير من التلاميذ اتّفقوا على أن أمّ الخبائث هي (الخمر)
وممّا أذكر أن تلميذا كتب قصّة رواها عن أبيه تقول : ان امرأة غاوية أحبت رجلا عابدا زاهدا وراودته عن نفسه فاستعصم…فماذا فعلت ؟ أرسلت إليه يوما جارتها تدعوه ليسمع منها التوبة – فأقبل – فلمّا وقف أمامها قالت له : والله ما دعوتك للتوبة ولكن لتقع في أسري وقد سددت في وجهك أبواب داري – ولأخيّرك بين ثلاث
الأولى : تلبّي لي رغبتي وشهوتي فيك
الثانية : تشرب خمرا
الثالثة : تقتل هذا الغلام الذي في بيتي
فكّر العابد ثم اختار أن يشرب خمرا..فلمّا لعبت برأسه الخمرة طلب الزيادة فزادوه..وعندها وقع عليها، ثم قتل الغلام…
هذه القصة تصل بنا الى أن الخمر هي أم الخبائث، وأنها تقود الى الجرائم
هذه القصة قدّمتها لأسأل باستغراب : لماذا بقيت الدكاكين التي تبيع الخمر مفتوحة والشعب يعاني من بلاء الوباء ؟ لماذا يتهافت المؤمنون على الخمر وهو يصل بهم الى فقدان الوعي وفقدان الوعي قد يصل بهم الى عدم التقيّد بالوقاية والحجر الصحي فينشرون الوباء في البيت العائلي وخارج البيت..؟؟ قيل لي : انهم يشربون هربا من الوباء…قلت : إنهم يهربون من البلاء والوباء فلا يجدون أنفسهم إلا في بلاء ووباء..فهل لهم عقل حتى أقول لهم : أعطني عقلك ؟
محمد الحبيب السلامي