مرايا الروح … رواية جديدة للكاتب و الصحفي التونسي محمود حرشاني
رواية تحتفي بالصحافة ومواضيع الاتجار بالبشر واستغلال المهمشين
من رواية الى اخرى يؤكد الكاتب والصحفي محمود حرشاني القادم الى الرواية من عالم الصحافة قدرته على التحكم في تقنيات كتابة الرواية..لغة واسلوبا واختيارا للموضوع الرئيسي الذي تدور حوله أحداث الرواية..في روايته الجديدة مرايا الروح وهي الرواية الرابعة في رصيده.بعد روايات / حدث في تلك الليلة // و //ولد الموجيره // و // الطريق الى الحرية //اختار الكاتب محمود حرشاني ان يشتغل على محور جديد لم تتطرق اليه الروايات من قبل بشكل لافت وهو موضوع الصحافة..منذ البداية يقول الكاتب في مدخل الرواية//أدخلتني الصحافة إلى عالم الأدب وفتح الأدب بصيرتي على عوالم لم يكن ممكنا ادراكها لولا التسلح بخلفية الصحفي التي تقوم على طرح السؤال لفهم حقيقة الأشياء//..
اختار الكاتب ان يكون البطل الرئيسي لروايته صحفيا. يدفعه حبه للصحافة الى بعث صحيفته الخاصة.ويتكبد في سبيلها المتاعب والمشاق.ويلاقي من العنت ما يجعله في كل مرة يقرر إيقاف إصدار المجلة التي أسسها. لكنه يتراجع و.يطرح على نفسه الأسئلة هل البلاد في حاجة الى كل هذا المجهود الذي يبذله من أجل ضمان استمرارية الصدور للمجلة التي أسسها..انور بطل الرواية هو في الواقع محمود نفسه الذي يدفعه حبه للصحافة الى إصدار جريدته الخاصة ويحاول أن يتحدى كل الصعوبات التي تعترضه..حتى لا تموت جريدته تحت اي ضغط.
ويأخذنا الكاتب إلى الأجواء الأدبية والثقافية في العاصمة التونسية التي تحفل بمجالس الأدباء والكتاب مثل مجالس أبو زيان السعدي ففي مقهى نزل الهناء ومجالس توفيق بكار في مقهى باريس ومجالس انس الشابي.ومن هذه الناحية فإنه يمكن اعتبار الرواية سيرة ذاتية للكاتب لولا انه ينجح في تخليص روايته من الحديث عنكل ما هو ذاتي صرف لـ تنفتح الرواية في فصولها الأخيرة على مواضيع جديدة اكسبتها قيمة مضافة يرجع الفضل فيها الى الخلفية الصحفية للكاتب مثل مواضيع الاتجار بالبشر من خلال توظيف نورهان المراة المطلقة من قبل أحد الأمنيين المتقاعدين الذي يتاجر في بيع الأواني المنزلية بعد خروجه للتقاعد في جمع معلومات عن شخصيات يحددها لها فيدفعها دفعا اللى السقوط في عالم الرذيلة وينجر عن ذلك انفصالها عن زوجها وفراره إلى جهة غير معلومة تاركا في عهدتها ابنين تضطر إلى ممارسة الأعمال القذرة بما في ذلك ممارسة الجنس بشكل سري .وكانت في كل مرة تود ان تنتقم من جلاديها لانها في الاصل لا ترضى لنفسها هذا المسار .. وكم تمنت ان تضع اصبعها في دبر ذلك المحامي الذي استغلها ومارس معها الجنس في مكتبه وتكدس على أريكته بعد الانتهاء من عمليته القذرة أشبه بالحيوان المتعب انتقاما لشرفها.. كما تبرز في الرواية شخصية سنية العاملة بمؤسسة اعلامية وتعاني من خيانة زوجها لها. تلتقي بانور بعد سنوات و تحاول ان تكاشفه بما تعانيه من اهمال زوجها لها وخياناته كما يبرز لنا الكاتب شخصية الهام التي يلتقيها صدفة في إحدى المقاهي حيث تشتغل نادلة هي فتاة موجوعه ممن فشل زواجها الأول لان زوجها يعاني من نوبات عصبية فشل الأطباء فيي علاجها أو هو لا يريد ان يتعالج انور يجد تعويضا لاتعابه في التكريم الرئاسي الذي يحظى به حيث يتم تكريمه من قبل رئيس الجمهورية. في احتفال يقام باشراف الرئيس في قصر قرطاج بكرم فيه الرئيس بالاوسمة والجوائز المتميزين من رجال الثقافة والإعلام والفكر.. كما يحظى بلقاء وزير الثقافة الذي يعلمه ان الدولة لن تتخلى عنه ولن تتركه يصارع الصعوبات وحده..وينتعش وهو يستمع الى كلام الوزير..نحن نقدر مجهودك با سي انور ..الدولة تحتاج الى جهود ابنائها من امثالك..المشروع الثقافي الوطني يستوعب جهود الجميع من المثقفين والمبدعين..
ما يشد الاهتمام في رواية مرايا الروح اشتغال الكاتب واحتفائه بالأمكنة … شارع الحبيب بورقيبة وشارع باب بنات ونهج جامع الزيتونة ونهج جون جوراس والمقاهي ومقار الوزارات المنتصبة على طول شارع باب بنات ومحيط القصبة والمطاعم الشعبية في نهج القاهرة ونهج جامع الزيتونة وشارع الحبيب بورقيبة…