بلدية صفاقس، نظرة محلّقة على التاريخ

كتاب في 3 لغات
الصورة خير من ألف كلمة
صفاقس تنجح في تصميم وطباعة الكتاب
لماذا استدعاء التاريخ البلدي اليوم؟
كتب رضا القلال
“بلدية صفاقس، نظرة محلّقة على التاريخ” كتاب جديد في ثلاث لغات سيكون قريبا من أيدي القراء. وإذا كان الكتاب يقرأ من عنوانه، فإن هذا الكتاب على مستوى راق جدا من الطباعة ( نوفابرنت) ومن التصميم الفوتوغرافي(غروب توب).
هذا الكتاب وضعتُ له النص الأصلي باللغة العربية، وترجمه إلى الفرنسية الأستاذ ناصر البقلوطي، وحوّله إلى الإنجليزية الأستاذ الجامعي سفيان الملولي. وقامت الأستاذة يسرى العايدي عشيش بصياغة الفكرة والمتابعة والبحث عن الدعم الثقافي لدى (معهد رؤساء المؤسسات، فرع صفاقس الذي يرأسه السيد أحمد المصمودي) ولدى (رجال الأعمال والمؤسسات الاقتصادية). وهذا تجربة خاصة وفريدة وذكية وظفتها السيدة يسرى،وسمحت لها بإصدار حشد من الكتب بدءا بكتاب “دليلك ملك” لزوجها الراحل محمد أنور عشيش الناشط المجتمعي المعروف، إلى دليل “الصناعات التقليدية” بالتعاون مع غرفة التجارة والصناعة لصفاقس، مرورا بكتاب “حلويات المصموديبين العادة والريادة”الأنيق، وأمثال من تونس الخ… والسيدة يسرى عشيشهي رئيسة جمعية الصداقة صفاقس-غرونوبل الفرنسية.
والكتاب بمنزلة سقف أول ما تقرأ فيه التقديم بقلم أ. د فوزي محفوظ الباحث في التاريخ والأركيولوجياالذي حفر أغوار المدينة العتيقة في المكان والزمان تاريخيا وأركيولوجيا ومعرفيا في اطروحته للدكتوراه، وفي كتابه المشترك “مدونة النقائش العربية بمدينة صفاقس”، وله كتاب قيد النشر عن الجامع الكبير بمدينة صفاقس.
وكتاب بلدية صفاقس، نظرة محلّقة على التاريخ محلّىبأجمل الصور الفوتوغرافية والتاريخية في الشكل والمضمون أحسن اختيارها المصمّم الإينوغرافي والفنان الفوتوغرافي ماهر الغربي. الذي ساهممع زميله الهادي نجاح في السنوات الماضية في تحسين إخراج الكتب وإعطائها مسحة من الأناقة والجمال لم تكن مألوفة في المدينة.
وهذا الكتاب قيمّ وسيغني مكتبة صفاقس، لما يحتويه من معلومات شديد الزخم عن بلدية صفاقسمنذ تأسيسها في 16 جويلية 1884. تناول فيها المؤلف جانبا من تراث مدينة صفاقس وتاريخها عسى أن تكون النصوص غنية وممتعة في ذات الوقت. مع الوقوف أمام جماليات قصر البلدية الذي صمّمه المهندس رافييال غي في السنوات الأولى من القرن العشرين.
أما لماذا استدعاء التاريخ البلدي اليوم بالذات، في جدلية بين الأمس واليوم، فإني أعتقد أن للتاريخ ثلاثةأبعاد الماضي والحاضر والمستقبل وبهذه الصيغة يجب أن نقرأه ونقدّمه. وتاريخ البلدية ينبوع من التجارب والخبرات والمصابيح…وبذلك نخلق من هذا الكتاب فسحة ضوء تغذي الوجدان وتبعث الجذور البلدية إلى الحياة.
القراءة ستطال لا شك هذا الكتاب في لغاته الثلاث، لكن نرجو أن تطاله القراءة النقدية أساسا.