عبد المجيد الحاج قاسم …رحلة الكتابة والحياة
أنا اليوم سعيد حقيقة للسعادة التي ملكت أستاذي وزميلي وصديقي عبد المجيد الحاج قاسم، سعادتهالكبيرة بهذا الكتابالذيمنحه الثقة والإرادة، وسيمنحه المجد أيضا لأنه وثيقة ذات قيمة أدبية ونقدية وتاريخية عصيّة على النسيان.
الكاتب يعاني أحيانا من الوصول إلى الأفكار الجيدة التي تنصف الآخر، ولهذا ماذا يمكن أن
أقول عن سي عبد المجيد الذي شدّني إليه هذا الكتاب أكثر من سنة بين حديث الهاتف وزيارته في بيته وكرم ضيافة زوجته للاّنعيمة! أعتقد أن انسجام نمط حياته مع قناعاته وإيمانه ورؤيته للوجود جعلته يحظى باحترام الجميع له.
وأريد بهذا النص القصير أن أنقل عن نفسي وعن الكثيرين صورة وفاء وعرفان بالجميل لعاشق اللغة العربية، والمدرّس الرّاقي، والشيخ الإمام،والكاتب الذي توالت أمواج ابداعاته.
فله قلائد الياسمين، لأنه جدير بالتقدير وحياته مليئة بالعطاء والعمل والاجتهاد.
لا أستطيعتجاوز منطقة هذه الكلمات دون أن اّنوه بالتصوّر التكاملي الذي عاشه هذا الكتاب من “الفكرة” إلى “المنجز”. تجربة رائقة عاشها هذا الكتاب من التصميم الغرافيكي(غروب توب) إلى المطبعة(نوفا برنت) إلى جماليات الحروف العربية التي زيّن بها الفنان طارق عبيد الغلاف والصفحات الداخلية بأسلوبه الرشيق الفذ، مرورا بجهود باحثين أرّقوا أنفسهم وأضنوا تفكيرهم لتقديم شيء جديد… وهو عمل يستحقون عليه جميعا الشكر. وانتهاء بجذوة الصداقة الجديدة التي جمعتني بالطبيب الجراح أمين الحاج قاسم الذي تقاسمت معه رحلة هذا الكتاب خطوة خطوة، ومتابعة من د. جلال. ولأني عشت هذا الطقس الرائق، فإني لم أنسّق هذا الكتاب، بمعنى الجهد والتعب، ولكنّي استمتعت به أي استمتاع !
سي عبد المجيد الحاج قاسم مفخرة لجيل من التلاميذ والقراء والمستمعين والمشاهدين والكتاب…وإذا كانت مقولة “ملأ الدنيا وشغل الناس” تطلق على المتنبي وتصدق عليه، فإن مقولة “ملأ مدينة صفاقس وأفاد الناس” تصدق على سي عبد المجيد الحاج قاسم وتنطبق عليه.فاسمه تاريخ في ببليوغرافيا فن الشعر والرواية والسيرة وأدب الرحلة، واسمه مرجع في الدفاع عن اللغة العربية وقواعدها بالإذاعة والتلفزيون، وفي نشر سماحة القرآن الكريم بجامع اللخمي، وجمعية المحافظة على القران الكريم والأخلاق الفاضلة. وهو مرب مثالي لمن أخذوا عنه، في مقاعد الدراسة، ساهم في صقل القيم الجمالية والأخلاقية والمعرفية العميقة لديهم…
وهو إلى جانب ذلك، مثل قلّة من الناس الطيبين، بدا لي عن قرب وعشرة: ذهبي الفم، دائم الهدوء والابتسامة، يملك طوفانا من المعارف.
بقلم : رضا القلال