شعر / أكتــوبــر … عادل المعيزي
ِبهَوائِه.. أُكْتُوبَر العَذْب النّقِيّ
بهوائه يَتَزاحَمُ الّلمَعانُ في..
حُرّيَتي
أمْشي على فَصْل الخَرِيف
لِسَاعَتيْن قَصيرَتيْن
أظلّ أمشي..
فوق خَشْخَشة الوُرَيْقات الطَرُوبَة
زاهيا مترنّما
مُتَرَنِّمٌ مَطر الصّباحِ بمشيتي
مترنّم مَطر المساء بِأغِنِياتي
أغنياتِ الشّارع المفتُونِ بالبَحْر الغريق
إذا أطلَّ مَع الرُّؤى
بهوائه.. أكتوبرُ العَذبُ النّقي
بهوائه البَحْريّ يَلْثُمُ راحتي
ويُؤَجّج الشوقَ الكَفيفَ
إلى نونِ الكتابَةِ
أو إلى الذكرى إذا جَاءتْ مع الأمواجِ
أمشي في لِسان البَحر مُعتَرضا رُطوبة كلّها
مُسْتَسْلما لِمَشاهد الخِلْجان تَحْضُن جُزْءَها
ومُواجِهًا مُسْتَودعَ الرّيحِ التي
تَرْمي إلى الغَيْبِ الذي هُو حَاضري
بخصائلي
ترمي إلى غَدها غَدي
أرنو إلى أطيافها
تَأتي إليّ بِزيّ كَاهِنَةٍ
تَطُوف بها مَلائِكَة الدُّنى
أدْنُو قَليلا مِنْ رَصيف راجِفٍ
أو رُبّما المَوْجُ الحَصيفُ يَرُجُّ
في تَهْلِيلَة قَرْنِيَّتي فَيَرُجُّني
لَكَأَنَّنِي أُصْغي إلى قَرْطاجَ
من غَفَواتِهَا تَصْحُو
على صَوْتِ القَواربِ وهي تَنْأى
في عُبَاب البحْرِ نحو بِحَار قَرْطاج القديمة
أو تَعُودُ إلى سَواحِلِ “قُورْدَانِيوسْ” مُحَمَّلاتٍ
بالجواهِرِ والضّيَاءْ
بِهَوائِه
وصَبَاحِه
وشمُوسِه
أكتوبر الرطب البهيّ
بهوائه سأظلُّ أحْلُم بالهواءْ
وبصوتها يأتي إليّ معَ الرّياح بَهَاؤُهُ
ومُغَمّسًا في المِلْح يَأتي بالصّواري
حَوْلهَا الفِضِّيُّ يَنْهَضُ رَاجِفا زَبَدَا
بِفِتْنَتِه سَأمضي رَاهبا مُتَرنّما،
أَبَدَا
بِرَنّتِه سَأمْضي حَالما مُتَيَمِّما، مَطر المساءْ
بِضِيائِه..
أكتوبَر الرّطْب النّدِيّ
بضيائِه الأَزَليِّ
سَوْف يَظلّ
يَنْتَشِرُ الضِّيَاء