حكــــاية أغنيــــــة

لَلَّة زكيّة ابنة محمد الأمين باشا باي آخر ملوك تونس ولدت سنة 1927 من زوجته لَلّة جنينة بنت الحاج البشير. وقد عرفت منذ صغرها بالفطنة والنباهة وحلو الحديث وتعلّقت همّتها بالأدب والرسم وخاصة بالموسيقى فشجعها والدها على متابعة دروس في الموسيقى وبدأ بالعزف على البيانو ثم عيّن لها أكبر عازف عود آنذاك وهو الأستاذ علي السريتي كما تعلمت على الفنان سيد شطا وكانت تحب مجالسة الأديب الفنّان عبد الرزاق كربَاكة.
وفي يوم كان يدربُها على بعض المالوف طلب منديلا ليمسح العرق فناولته منديلها (محَرْمتها) فشمّها ونظم فيها مقطوعة قال فيها :
لا غيت فيك القلب يا مَحرمتها *** يوم ان هفا من ريحتك ريحتها
يا للاتي في محَرْمتك صريت سرّ حياتي *** ريح الفرج حسيتها كواني
نفسي تحرقت بالجفاء ريحتها
تزول الغمّة اذا العشيرة هداتلك محرمة *** شرع الهو يحكم عطات الكلمة
وهاك المحرمه ضمان في كلمتها
وقد لحن هذه الكلمات الفنان محمد التريكي وغنتها للّة زكية لنفسها فقط ثم أهدتها للفنانة فتحية خيري فاشتهرت بها.
وعندما تزوجت الأميرة الدكتور محمد بن سالم أصبحت تقيم الحفلات في قصرها بحضور أكبر الفنانين وخاصة نجوم فرقة المنار بقيادة ملك الكمنجة رضا القلعي ولها كلمات تغنى بها الهادي المقراني وعز الدين يدير.