جربة على وقع القمة الفرنكفونية… وعدد من المثقفين والفنانين ينتقدون ويطالبون بتشريكهم في إعداد هذا الحدث العالمي

تنعقد كما هو معلوم بجزيرة جربة خلال شهر نوفمبر القادم القمة الفرنكفونية وقد انطلقت منذ اسابيع الاستعدادات لهذا ااموعد الهام اسنعدادات تهم البنية الأساسية بالإاضافة للجانب الوجستيكي .
وفي سياق متصل عبّر عدد من المثقفين والفنانين بالجزيرة عن غضبهم لعدم إشراكهم في وضع تصور يخدم التعدد الثقافي ويستثمر التراث ويعتمد على فناني الجهة ومثقفيها وفي هذا الصدد المسرحي والناشط الثقافي الدكتور زهير بن تردايت عن أسفه لإسقاط برنامج لا يمت بأية صلة لخصوصيات الجزيرة دون العودة للمثقفين وغياب تصور نابع من خصوصيات الجهة ومثقفيها فالجزيرة تعج بالفنانين في كل الاختصاصات والمثقفين في مجالات إبداعية عديدة فلماذا لم يقع إشراكهم.ماذا نريد من القمة ؟ هل نكتفي بفلكلور نزين به السهرات؟ لماذا لم يقع البحث في مشاريع تمول من هذا الحدث وتبقى إلى ما بعده؟
عجز
كما عبر الباحث في التراث الدكتور الصادق بن عمران عن استغرابه من عجز المنظمين عن تجميع الفنانين والباحثين لإبراز مميزات الجزيرة التي تزخر بالمواقع الأثرية وبأساطير وأحداث يمكن أن تكون سوقا سياحية بامتياز فالاكتفاء بالسياحة البحرية سبب رئيسي في تذبذب المردود السياحي بينما الأنشطة الثقافية يمكن أن تحوّل جربة إلى قبلة منتظمة خاصة مع تحسن الوضع الصحي وتجاوزنسبة الملقحين الستين بالمائة
منصة ابداعية
.كما أكد الفنان التشكيلي الطيب زيود أن هذه القمة بالإمكان أن تكون منصة إبداعية للفن التشكيلي التونسي حيث يمكن الاستلهام الحي والمباشر من خصائص الحزيرة الطبيعية والخروج بمنحوتات بأعين المبدعين الذين يمكن استضافتهم من الدول الفرنكفونية لكن تجاهل فناني الجزيرة مثل خسارة وفرصة مهدورة .
استغراب
وعبّر الكاتب والمناضل الحقوقي الصادق بن مهني عن استغرابه من هذا التعامل الرسمي ّ مع حدث دوليّ كما لو أنّه مجرّد حفلة لا أبعاد لها. هذه القمّة فرصة استثنائيّة حيث ستنعقد في بلادنا لأوّل مرّة وفي ظرف تاريخيّ يتتبّعه العالم وخارج العاصمة ولقد علمت أنّ الرّئاسة قد كافحت كثيرا ليخرج تنظيم القمّة عن المعتاد مكانا ومضمونا .
لكنّ ما نراه من حيث إعداد القمّة وما يستخلص ممّا سرّب بخصوص المحتوى والوقائع يدفعنا للاعتقاد أنّنا نمضي نحو إضاعة فرصة كبيرة بالتعامل معها كما لو أنّها مجرّد حدث عادّي ومعتاد . القمّة كان يمكن أن تمثّل فرصة ثمينة لإبراز خصوصيات جربه و محيطها _الجنوب الشرقيّ بما تعنيه من تميّز مشهدي وتراثيّ و تاريخي القمّة ستشهد ولا شكّ حضورا إعلاميا كبيرا وعدا المؤتمرين الرسميين ومرافقيهم سيتوافد في أغلب الظنّ مثقفون كبار أوكان يمكن أن نعمل على توافد مثقفين وفنانين ورجال فكر وصحافيين من طراز كبير وعدا الجانب الرسمي كان يمكن أن تعدّ تظاهرات موازية بتوجيه دعوات استضافة وتنظيم مسابقات ومعارض ذات أوجه عديدة .
ولتتميّز القمّة لا بدّ من الإبداع والسخاء بالجهد وارتياد غير المعتاد وغير المكرر. كان يمكن مثلا أن يفسح المجال لمبدعي البلاد ليلتقوا فيما بينهم ومع نظرائهم من مواطني البلدان المشاركة وكان يمكن أن يبرمج لندوات وأحداث كبرى ذات بعد متوسّطيّ وكان يمكن أن يحثّ المجتمع المدنيّ لتنظيم مؤتمر مواز ذي أبعاد اقتصادية واجتماعية وثقافية نرجو أن لا يكون الوقت قد فات وأن لا تهدر الفرصة بالكامل ونتمنّى أن تسارع لجنة التنظيم إلى التعامل مع المؤتمر على أنّه هديّة سخيّة لا يجوز إهدارها ولحظة يجب أن يتجنّد ويجنّد لها جميع من يملكون ولو مثقال ذرّة من مخيال أو كفاءة .
ولأنّ النصف الثاني من هذا العام قد ابتدأ في ما يهمّ الجزيرة ولكن فيما يخصّ جهات أخرى والوطن أجمع بواقعة مرّة (مسكوت عنها من قبل من كلّفوا بإعداد الملفّ بالذات الذين روّجوا دائما للقول بأن لا شكّ في انتصار الجزيرة )هي فشل ترشيح جربه لقائمة مواقع اليونسكو لأنّ الأمر هو على ما هو عليه نرجو أن يتمّ السعي حثيثا إلى تدارك الوضع ولو جزئيا حتّى حتّى لا تنضاف إلى الخيبة خيبة أخرى آخر العام على حد تعبير بن مهني .
ويبقي السؤال مطروح هل ستبادر اللجنة المنظمة للقمة الفرنكفونية على المستوي الوطني او على المستوي الجهوي بدعوة اهل الثقافة والفن والناشطين بالمجتمع المدني بالجزيرة الي اجتماع في قادم الايام للاستماع الى اراءهم ومقترحاتهم. وتصوراتهم …لنتظر الايام القادمة هي الكفيلة بالاجابة عن هذا السؤال …