الميسترو نزار بن مسعود فنان على الركح دعم الذوق الموسيقي السليم لدى النَّاشئة
مِثلَ الأسد في عرينه، يعتلي القائد الركح بأناقته المعهودة ونظرته الثاقبة المركّزة على كل أفراد المجموعة، كلُّه تمعن وانصات، عناصرُه تحتلّ مراكزهَا بكل انضباط وثقة في النفس، بزيّ موحّد، هكذا ركّز الميسترو سلوك الركح لدَى أبنائه حاملي الآلات المتنوعة فخِلتُه يُلقي نظرةً فاحصة قبل رفع الستار لتظهر مجموعته في تناسُقِ وَظَفِي يجلب التقدير والاحترام من كافَة الحضور…
وتُعْطى إشارةٌ العزف فخِلت فناننا في قيادة عسكرية جماعية تجلب أنظار كل العازفين والمردّدين في سمفونية متناسقة الأبعاد، كل يقوم بدوره دون تراخ أو ملل، والقوم غارقون كلّ في مُهمَّتِه المرسومة…
لوحَةٌ حيَّةٌ ناطقة قابلها تصفيق جماعي من لدن الجمهور أما ركحٍ هَنْدَسَ له فناننا الموهوب نزار ليَنْحَني رَادًّا التحية بأحسن منها…
وتتوالى الاشارات والحركات أثناء العرض في تناسق وتناغم واندفاع رياضي مسترسل دون عناءٍ أو كلل طيلة العرض الموسيقي المباشر.
سألت نزار بن مسعود لماذا وقع اختيارك على الشباب والتلاميذ حديثي العهد بالموسيقى لتدريبهم على العزف والأداء دون سوَاهم ؟
أجابني بكل ثقة في النفس وبكل مسؤولية : هي رسالة أحْملُها على عاتقي وواجبٌ تُحتّمه مهنتي ايمانًا مني بالدور الفعال الذي تتحمله الموسيقى في نَحتِ شخصية الشاب وصقل مواهبه وتمكينه من ثقافة ترتقي الى أسمى معاني الفن وتنمية القدرات الفنية والنفسية والبسيكولوجية…
– لكن مدى اقبال الشباب على هذا اللون من الفنّ، أستاذ نزار ؟
يزداد عدد التلاميذ في الاقبال على تعاطي الموسيقى خاصة مدينة صفاقس وهي تزخرُ بعديد الوجوه اللامعة في مجال العزف والطرب وأشير هنـــا الى تشجيع الأولياء لأبنائهم ومساعدتهم اللامشروطة في تنمية مواهبهم مِمّا يُساعدني على أن أعمل في محيط تربوي راقٍ يَرنو الى التميّز والابداع…
حرصي شديد في تدريب عدة مجموعات موسيقية في مجال العزف على مختلف الآلات الموسيقية خاصة حديثي العهد بهذا الفن الذي يساهم في تنمية الذوق السليم لدى الناشئة.
– حرصك واضح وجليّ وتجربتك الناجحة واضحة وجليّة فأنت المتحصل على الأستاذية في الموسيقى والماجيستار في مجال الموسيقي من المعهد العالي للموسيقى بصفاقس، فلك منا ألف تحية…
علي السقا