المربي التوفيق التريكي : الموسيقى لون من ألوان التخاطب…
* الموسيقى لون من ألوان التخاطب…
* بورقيبة أبدى اعجابه بكورال اذاعة صفاقس
*هو واحدٌ من الذّين تشبّثوا بهذه الأرض المعطاء…
* واحدٌ من الذّين تربّعوا عَلَى عرش الأصالة والارتباط بتراث هذا البلد العظيم…
* واحدٌ من الذّين دفعوا من جُهدهم وصِحَّتهم ووقتِهم لإنارة السبيلِ وصقلِ مواهبَ كامنةٍ لدى الناشئة ودفع هواياتِهم نحو مساربَ العطاء…
– نصف قرنٍ في خدمة الفنّ الموسيقي والإلمَامِ بكل جُذورِه وَرَوافِدِه العميقةِ وتبِعَاتِه المُسْتصَاغَة من سيول المعرفة من أجل جيل ينعمُ بالموسيقى لأنها لونٌ من ألوانِ التخاطب…
وَلَعُهُ بالموسيقى كان منذ دراسته الابتدائية بمدرسة الشباب داخل أسوار المدينة العتيقة بصفاقس وخارجها بمدرسة الهادي السعيدي، ترعرع هذا الشوق في الحيّ الزيتوني بطريق العين لينضج في صفوف مدرسة ترشيح المعلمين بمعهد باردو بالعاصمة ويُسجل اسمَه ضمن عناصر الفرقة الموسيقية لهذا المعهد التّي تميّزت بمستواها الراقي في عديد التظاهرات الثقافية…
– هو ضيفنا المُبجّل الأستاذ التوفيق التريكي الذي أتاحت له فرصة التّخَرُّج من مدرسة الترشيح ليدرس في بلدة العامرة من أحواز صفاقس ويتابع الدروس الليلية بالمعهد الجهوي للموسيقى بصفاقس
– وشاءت الصدف أن تلعبَ دورًا ايجابيًّا وتقع نقلته للتدريس في مدرسة باب الجديد بالعاصمة مِمَّا أهَّلَهُ لمُتابَعة تكوينه الموسيقي بمعهد الموسيقى بتونس ويتحصّل على ديبلوم الموسيقى الشرقية في جوان 1968 بملاحظة مشرفة…
– قلتُ لضَيفي : الحمدُ لله نجاحات مسترسلة وتألق متواصل، هل جَاء ذلك عن طريق الصدفة أم أنه وقعت برمجته والتخطيط له ؟
* (مبتسمًا) هو هذا أو ذاك…ورضاء الوالدين…
أحمدُ الله الذي هداني لذلك ووفقني ووهبني من القوّة لأدرّس طيلة اليوم وأتابع دروسي الليليّة بكل شغف كطالب بمعهد الموسيقى حيث أخذت عهدًا على نفسي كي أوفق بين المهمتين طيلة أربع سنوات…
وتتواصل لعبة الحظّ مع سي التوفيق وتأتي تَسميَةٌ جديدة حَاملةً حُلمَه المنشود : أستاذ تربية موسيقية بمدرسة ترشيح المعلمين بصفاقس بداية من أكتوبر 1968…
ويبرز سي التوفيق على الساحة الموسيقية بالجهة بفضل ديناميكيته المعهودة ويتواصل نشاطه لمدة سبع سنوات متتالية بمدرسة الترشيح بصفاقس بعد أن كوّن فرقة موسيقية لاقت استحسانا وتجاوبا من قبل الادارة ودعمًا من منظمة الشبيبة المدرسية… وبحلول سنة 1975 يتحول الأستاذ الضيف الى معهد الهادي شاكر ليواصل مسيرته التربوية حتّى جوان 1997 حيث أحيل على التقاعد المبكر…
– أعود الى ضيفي : سي التوفيق، أكثر من عشرين سنة في معهد الهادي شاكر بماذا تميزت هذه المسيرة ؟
* أحمد الله أني تمكنت من بعث فرقة موسيقية بالمعهد شاركت في العديد من المناسبات الاحتفالية على الصعيدين الجهوي والوطني الى جانب ظهور عديد الوجوه الموسيقية من التلاميذ في مجال العزف والأداء، وهي فترة تميزت أيضا باقتحامي مجال التلحين والدخول في تجربة موسيقية مع اذاعة صفاقس…
– هل من توضيح لهذه التجربة ؟
* (تنهيدة…ثم تحريك رأس فسكوت…)
يقول : تجربتي مع اذاعة صفاقس انطلقت منذ سنة 1978 وتمثلت في بعث كورال اذاعة صفاقس الذي عرف نجَاحًا منقطع النظير وتحصل على عدة جوائز وطنية وعربية من ذلك حصوله على الميدالية الثالثة من المجمع العربي للموسيقى، وقد تمكنت مجموعة الكورال بتقديم عديد الأغاني تجاوزت السبعين لحنا مِمَّا أَثْرَت خزينة الاذاعة وهي تحمل أبعادًا وطنية وبيئية واجتماعية ودينية وهنا لابُد أن أشكر كافة الشعراء الذين تعاونوا مع الكورال خاصة الأستاذ عبد المجيد الحاج قاسم والمرحوم محمد فاضل سليمان…الى جانب ذلك أنتجت عدة برامج موسيقية (في رحاب الموسيقى، في رياض الألحان، لتدريس Martenot التربيــة الموسيقية الى جانب عديد الدراسات حول أغنيــة الطفل وحول طريقة
الموسيقى في الوسط التلمذي
– هذا العمل المتميز قَابلَه عديد التشجيعات، هل من توضيح ؟
* التشجيعات كانت من قبل الأولياء في مركز أول ثم من قبل مديري الاذاعة وخاصة المرحومين محمد قاسم المسدي ومحمد عبد الكافي والأستاذ عبد القادر عڤير أطال الله في أنفاسه، وأغتنم هذه الفرصة لأحيي الأستاذ علي عبودة الذي ساعدني في تأطير الكورال والمرحوم محمد ادريس بوصفه رئيس مصلحة الموسقى على الدعم المعنوي واللوجيستي وتوفير عناصر من فرقة الاذاعة الموسيقية لتأثيث الحفلات خلال المناسبات الاحتفالية الهامة وهنا لابد أن أذكّر بالاعجاب الكبير الذي أبداه الزعيم بورڤيبة لكورال اذاعة صفاقس خلال زيارته لمقرّ اذاعة صفاقس وفي مناسبات عيد ميلاده بالمنستير…
– بعد كلّ هذا النجاح توقف نشاط الكورال دفعة واحدة، هل من توضيح ؟
* التاريخ لا يرحم سي علي، سنة 2004 حملت إليّ صدمة تاريخية جعلتني أنسحب بمحض إرادتي وتعليق نشاطي مع الكورال بعد ما أبدى مدير اذاعة صفاقس آن ذاك – رمضان العليمي – تعنّتًا وعنادًا وَمسَاسًا بقيمة الكورال وأهدافه، سَامحَ الله كلّ الذين حَرمُوا الموهوبين من أبناء الجهة من البروز وصقل الموهبة…
– فرصة طيبة توتو…
– جزيل الشكر لادارة شمس الجنوب، لِسي علي البقلوطي المناضل الاعلامي ولكافة القراء ولشخصك الكريم خويا علي…