اصدارات: كتاب جديد بعنوان ” أزمة النقل الحضري بتونس : حاضرة صفاقس نموذجا” للدكتور رياض الحاج طيب
يصدر خلال شهر مارس الجاري كتاب جديد بعنوان ” أزمة النقل الحضري بتونس : حاضرة صفاقس نموذجا” للدكتور رياض الحاج طيب .
يتطرق هذا الكتاب إلى تطور ازمة النقل الحضري خاصة بالمدن التونسية الكبرى و يشرح اسبابها و نتائجها كما يتناول الحلول المقترحة من طرف الدولة عبر السياسة الوطنية الجديدة للتنقل الحضري التي صادقت عليها الحكومة سنة 2020 . و تتضمن هذه السياسة الجديدة و الطموحة على حزمة من الإصلاحات القانونية و المؤسساتية والمالية إلى جانب الارتقاء بالحوكمة في مجال التنقل الحضري على المستوى الوطني و الجهوي و المحلي.
والسؤال المطروح هو هل ستنجح الدولة في تجسيم هذه السياسة الجديدة لإخراج قطاع التنقل الحضري من الأزمة التي تردى فيها منذ أكثر من ثلاثة عقود؟ كما تميز هذا الكتاب بعرض تحليل استشرافي للقطاع لأفق 2040 حسب عدة سيناريوهات مستقبلية ممكنة.
و قد حضيت حاضرة صفاقس بتحليل ضافي و شامل تناول إنزلاق قطاع التنقل الحضري نحو منظومة غير مستدامة منذ التسعينات من القرن الماضي أدت إلى أزمة حادة تشهدها صفاقس إلى يومنا هذا مع انعكاساتها السلبية على خدمات النقل المسداة للمواطنين وعلى تعدد ظاهرة الإنخناق المروري خاصة بوسط المدينة الى جانب تدهور السلامة المرورية والبيئة العمرانية و جودة الحياة. و يعزى تطور أزمة التنقل الحضري بصفاقس إلى السياسات الخاطئة التي اعتمدت على المستوى الوطني و المحلي والقائمة على تشجيع إستعمال السيارات وخاصة منها “الشعبية” بتوفير التمويلات و البنية التحتية من طرقات و تجهيزات و بالتوازي التقصير الهام في دعم النقل الجماعي العمومي و أنماط النقل المستدام.
و يعرض هذا الكتاب جملة من الدراسات المنجزة و المشاريع المبرمجة و المفاتيح الضرورية للانتقال بنجاح إلى منظومة مستدامة للتنقل العمراني خلال العشريتين القادمتين تمكن صفاقس من الارتقاء إلى مستوى حاضرة متوسطية في المستقبل و من الانخراط في قائمة المدن المميزة ذات تنقل مستدام.
هل ستتمكن السلطات الوطنية و الجهوية وخاصة المحلية الأكثر قربا من مشاغل المواطن من الإنتقال الناجع و السريع نحو منظومة التنقل المستدام ؟ يبقى هذا السؤال مطروحا خاصة في ضل الوضع الراهن الغيرمستقر على كل الأصعدة. و رغم ذلك فإن الأمل في مستقبل أفضل يبقى واردا.