طرق الوقاية من مرض السكر..
تختلف طرق الوقاية من مرض السكري تبعاً لنوعه، وذلك لوجود نوعين من مرض السكري: النوع الأول والنوع الثاني. وفي الحقيقة لا يوجد نهج أو إستراتيجية معينة يمكن اتباعها للحدّ من تطوّر مرض السكري من النوع الأول. أما بالنسبة للسكري من النوع الثاني فيمكن تأخير أو الحدّ من تطوّره من خلال تجنّب عوامل الخطر، ويمكن تحقيق ذلك بتعديل نمط الحياة؛ بمعنى أن يقوم الشخص باتباع نظام غذائي صحي، ممارسة الأنشطة البدنية والحركة وتقليل الوزن في حال المعاناة من السمنة.
في المقال التالي تطلعكم على طرق الوقاية من مرض السكري:
اتباع نظام غذائي صحي
انّ اتباع نظام غذائي صحي يرتكز على الألياف الموجودة في الخضروات والفواكه بالدرجة الأولى، والتي يمكن الحصول على المزيد منها من خلال تناول القشور الخارجية؛ لأنَّ هذا الأمر يؤدي إلى تقليل امتصاص الجسم للسكريات والدهون، وبذلك نتمكّن من حماية القلب وتقليل خطر الإصابة بالسكري. بالإضافة طبعاً إلى الالتزام بممارسة الرياضة يومياً لمدة لا تقل عن 30 دقيقة، وجعلها جزءاً من حياتنا اليومية.
ومن المهم التركيز أيضاً على اختيار الحبوب الكاملة التي تحتوي على نسب كبيرة من الألياف مثل القمح الكامل، الأرز الأسمر مع قشرته الخارجية، العدس، الفاصولياء، وخبز الشوفان؛ بسبب احتوائها على مضادات للأكسدة المفيدة إلى درجة كبيرة للجسم.
ومن طرق الوقاية من مرض السكري التخفيف من الوزن الزائد؛ لأن زيادة الوزن تؤدي إلى زيادة الخلايا الدهنية في الجسم وحجمها، لعدم تجاوب الجسم مع الإنسولين، وبالتالي يزيد خطر الإصابة بمرض السكري. لذلك من المهم جداً المحافظة على وزن صحي، علماً بأنه إذا خسرنا 7 % فقط من الوزن؛ يخف خطر الإصابة بمرض السكري بنحو 60 %”.
تحول تدريجي…
الأشخاص الذين يتبعون أنظمة غذائية غير صحية، فإنه من الجيّد عند تحولهم إلى النظام الصحي أن يتمّ البدء بالخطوات والتغييرات بشكل تدريجي، وبشكل عام تتضمّن الإرشادات المرتبطة بالنظام الغذائي تقليص حجم الوجبات، وشرب الماء قبل تناول وجبات الطعام، كون هذه الإجراءات تساهم في تقليل كمية السعرات الحرارية التي يحصل عليها الشخص.
ومن المهم تقليل تناول الوجبات الجاهزة والأطعمة المصنّعة إلى الحدّ الأدنى، ذلك لأنها غنية بالأملاح، الدهون والسعرات الحرارية، وينصح بالاعتماد على طعام المنزل المعدّ من مكوّنات طازجة، وممارسة الأنشطة البدنية والتمارين الرياضية بشكل يومي لما لذلك من فوائد عدّة من بينها خفض الوزن، وزيادة استجابة الجسم لهرمون الإنسولين، مما يساعد على التقليل من مقاومة الإنسولين، والمساهمة في تمكين الجسم من التحكّم بالجلوكوز بشكل أفضل، وتعزيز جودة النوم، وتحسين المزاج، والتخفيف من أعراض الاكتئاب، والحفاظ على صحة القلب، وتعزيز تدفّق الدم في الجسم، وتحسين خصائص المرونة والقدرة على التحمل لدى الشخص.
هناك العديد من أنواع الأنشطة البدنية والتمارين الرياضية التي يمكن ممارستها، والتي تلعب دوراً في التقليل من تطوّر مرض السكري من النوع الثاني، ومنها على سبيل المثال لا الحصر التمارين الهوائية بما في ذلك المشي، ركوب الدراجة الهوائية، السباحة، الركض، تمارين القوة باستخدام الأوزان أو مطاطة المقاومة، تمارين التمدّد أو المرونة مثل اليوغا أو البيلاتس.
مع التذكير بضرورة الإقلاع عن التدخين لأنه مضرّ جداً بالصحة عموماً وبالشرايين خصوصاً، التي تتأثر بارتفاع مستوى السكر في الدم”.
إنّ تناول الأطعمة التي تحتوي على الكثير من الكربوهيدرات المكرّرة والسكر، يزيد من مستويات السكر في الدم والإنسولين، وبالتالي يسرّع إصابة الأشخاص المعرّضين لخطر الاصابة بالمرض، والسبب وراء ذلك أن الجسم يقوم بتحويل هذه الأطعمة بسرعة إلى جزيئيات صغيرة من السكر، والتي يتم امتصاصها في مجرى الدم.
هذا ويعتبر الماء من أفضل المشروبات التي يمكن تناولها، وإذا كنا نشرب الماء معظم الوقت، فهذا سوف يساعد على تجنّب المشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من السكر والمواد الحافظة ومكوّنات أخرى قد تتسبب بالاصابة بالسكري، بالإضافة إلى أن شرب الماء بدلاً من المشروبات الأخرى يساعد على التحكّم في مستويات السكر والإنسولين في الدم”.
سكري الحمل
سكري الحمل هو نوع من مرض السكري الذي قد يصيب المرأة الحامل أثناء الحمل، ورغم أنه لا يمكن منع حدوثه في بعض الحالات، إلا أنه يمكن للمرأة الحامل اتباع العديد من الممارسات لتقليل خطر إصابتها به، منها الحفاظ على وزن صحي قبل الحمل؛ إذ يجدر بالمرأة التي اتخذت قراراً بإنجاب طفل محاولة الوصول والحفاظ على وزن صحي قبل حملها. ورغم أن معاناة المرأة من زيادة الوزن لا تعني بالضرورة الإصابة بسكري الحمل، إلا أنَّ ذلك يزيد من خطر الإصابة. كما يمكن لاتباع نظام غذائي صحي أن يساعد على منع الإصابة بسكري الحمل؛ إذ يمكن بمساعدة الطبيب أو اختصاصي التغذية اختيار الأطعمة التي قد تحافظ على مستوى الجلوكوز في الدم ضمن نطاق صحي، إضافة إلى تحديد الحصص المثالية التي يمكن تناولها من الأطعمة وتحديداً الكربوهيدرات، وكذلك تحديد أوقات تناول الوجبات. ويجدر بالمرأة الحدّ من تناول الحلوى، إضافة إلى تضمين الألياف في غذائها والموجود في الخضروات والفواكه والخبز الأسمر والحبوب الكاملة. وأخيراً يمكن لممارسة المرأة للتمارين الرياضية متوسطة الشدّة أو المعتدلة بعد استشارة الطبيب أن تساعد على منع الإصابة بسكري الحمل؛ من خلال الحفاظ على توازن الجلوكوز في الدم، ومن هذه التمارين: المشي، السباحة، واليوغا”.