التعب والإرهاق: أمراض مختلفة تختبئ خلف هذا الشعور
ربما يكون من الطبيعي أن تنخفض الطاقة قليلاً خلال فصل الشتاء، ولكن إذا استمر الشعور بالتعب والإرهاق وأصبح يعيق أمورك الحياتية اليومية، فعلى الأرجح أنكِ تعانين من شيء آخر أكثر من مجرد تعب عابر، لذلك لابد من استشارة الطبيب، وإجراء الفحوص الطبية اللازمة؛ للتأكد من عدم وجود أمراض مسؤولة عن حالة التعب.
تعرّفي في الآتي على ما يمكن أن يخبئ لك الشعور بالتعب من أمراض:
ربما تكونين بحاجة إلى طبيب أسنان !
قد يبدو ذلك غريباً أو مفاجئاً بعض الشيء، ولكن الترسبات الكلسية على الأسنان (التي تتكون أساساً من البكتيريا) تسبب التعب للجسم؛ لأنَّ البكتيريا قد تنتشر إلى الرئتين أو في الدم. من ناحية أخرى، يلجأ بعض الرياضيين إلى إزالة الترسبات الكلسية للمحافظة على أدائهم بشكل جيد. يوضح دكتور أسنان قائلاً: “عند إزالة المليارات من البكتيريا التي تغزو الفم، فسوف نجد أنّ الدفاعات المناعية أصبحت أكثر فعالية وأقل تركيزاً في منطقة واحدة فقط من الجسم”.
ما هو الحل؟: العمل على إزالة الترسبات الكلسية عن الأسنان كل 6 أشهر لدى طبيب الأسنان.
على الأرجح أنكِ تعانين من نقص الحديد
التعب الذي يسببه فقر الدم هو نتيجة نقصان كريات الدم الحمراء، والتي تجلب الأكسجين من الرئتين إلى الأنسجة والخلايا. فإذا شعرتِ بالضعف وضيق في النفس؛ فعلى الأرجح أنكِ تعانين من نقص الحديد. والنساء في سن الإنجاب، على وجه الخصوص، أكثر عرضة إلى خطر الإصابة بفقر الدم؛ بسبب الدورة الشهرية التي تؤدي إلى فقدان كميات من الحديد. وأنتِ أكثر عرضة إلى نقص الحديد إذا كان لديكِ أورام ليفية في الرحم؛ لأنَّ الدورة في تلك الحالات ستكون أكثر وفرة. وكذلك الأمر يزداد خطر الإصابة بنقص الحديد في حالات الحمل المتقاربة.
ما هو الحل؟: اطلبي من طبيبك إجراء فحص دم؛ للتأكد من مستوى الحديد في الجسم.
قد تعانين من قصور الغدة الدرقية
عندما يحدث اضطراب في هرمونات الغدة الدرقية، فإنَّ جميع التحركات اليومية قد تسبب لكِ التعب. الكثير من هرمونات الغدة الدرقية (فرط نشاط الغدة الدرقية) يسبب التسارع في عملية التمثيل الغذائي. وعدم كفاية هرمونات الغدة الدرقية (قصور الغدة الدرقية) يسبب التباطؤ في عملية التمثيل الغذائي. وفي هذه الحالة بشكل خاص، يشعر الشخص بالتعب المزمن والضعف العضلي (من بين أشياء أخرى)، فإذا كنتِ تعانين من الأعراض التالية: الشعور بالبرودة الشديدة، أو زيادة الوزن؛ بسبب احتباس الماء، أو الإمساك أو وفرة الدورة الشهرية، فعلى الأرجح أنكِ تعانين من قصور الغدة الدرقية.
ما هو الحل؟: استشيري الطبيب من أجل فحص الغدة الدرقية؛ بإجراء فحص ..وفي واقع الأمر، فإنَّ مستوى هذا الهرمون الذي تفرزه الغدد النخامية (الغدة الصغيرة في الدماغ) يزداد عندما يكون من الضروري تحفيز هرمون الغدة الدرقية. وفي بعض الأحيان قد يُنصح بتناول المكملات من المغذيات الدقيقة (اليود، الزنك، فيتامين دي) تحت إشراف طبي.
ربما تعانين من داء السكري
يعاني كثير من الناس من داء السكري دون معرفة منهم بذلك، وفي الغالب يكون التعب من علامات التحذير الأولية التي تشير إلى ذلك (مع الشعور بالعطش). وفي واقع الأمر، وحيث إن المرض يعيق الجسم من استخدام السكر بالشكل الصحيح، فلا يتمتع الجسم بالكثير من الطاقة الكافية لأداء وظائفه، وتشعرين وكأنكِ تجرين نفسك بالقوة.
ما هو الحل؟: تجنّبي الأطعمة ذات مؤشر السكر العالي (مستواها الجلايسمي عال) واختاري الأطعمة الغنية بالألياف، واشطبي من قائمة مأكولاتك أكبر عدد ممكن من الأطعمة المصنّعة. بعدئذ اطلبي من طبيبك أن يصف لك فحص لقياس السكر وأنت صائمة. فإذا كان مستوى السكر في الدم وأنت صائمة أقل من 1.10غم/لكل لتر (0.6 مليمول/لتر)؛ فأنتِ لا تعانين من السكري، أو ما قبل مرحلة الإصابة بداء السكري، ويمكنكِ الانتظار إلى ما بين عام و3 أعوام لإعادة الفحص مرة أخرى.
قد تعانين من داء ترسب الأصبغة الدموية
القليل من الناس يعرف عن هذا المرض الوراثي. وعلى العكس من مرض فقر الدم؛ فإنَّ داء ترسب الأصبغة الدموية سببه وجود كميات كبيرة من الحديد في الدم. شيئاً فشيئاً يتراكم الحديد في جميع أعضاء الجسم (في الكبد وفي البنكرياس والقلب والغدد الصماء وفي المفاصل وغيرها من أعضاء الجسم) ويسبب التعب الشديد للجسم.
ما هو الحل؟: يتم اكتشاف الكميات الوفيرة من الحديد في الدم عن طريق فحص الدم البسيط. ويطلب الطبيب فحص الفريتين؛ وهو البروتين الذي يصنّعه الكبد، والذي يعمل على تخزين الحديد في الكبد. فإذا كان مستوى الفريتين مرتفعاً جداً؛ فإنَّ هذا يشير إلى أنكِ تعانين من داء ترسب الأصبغة الدموية دون أن تعرفي ذلك. ويشتمل العلاج الوحيد على التبرع بالدم بشكل منتظم؛ إذ عند إعطاء 500 مل من الدم، فإنَّ المريض يفقد كذلك 250 ملغم من الحديد.