الجزائر تفاجئ فرنسا بقرارات اقتصادية وتجارية متتالية عبر استعادة الإشراف على شركات عمومية
بدأت الجزائر تنفذ استراتيجية تقليص النفوذ الاقتصادي لفرنسا في الجزائر عبر استعادة الإشراف على شركات عمومية مثل الميترو ومنح الأفضلية الاقتصادية لدول مثل إيطاليا وألمانيا واسبانيا، ويتساءل المسؤولون الفرنسيون الى أي حد ستذهب الجزائر في تهميش فرنسا.
وكانت الجزائر قد استعادت الإشراف على قطار الميترو في العاصم الجزائر من يد الفرنسيين واستعادت تسيير شركات الماء والكهرباء وأبقت فقط على خبراء من فرنسا يشاركون في التسيير، ثم قلصت دور البنوك الفرنسية في الجزائر، وكانت القنبلة الاقتصادية هي تصريحات الرئيس عبد المجيد تبون التي قال فيها ببحث الجزائر تعزيز العلاقات الاقتصادية مع إيطاليا واهتمامها بالنموذج الألماني.
وأثنى الرئيس تبون في حواره مع مجلة “دير شبيغل” الألمانية على العلاقة مع برلين واعتبرها خالية من الشوائب الاستعمارية، وأبرز العلاقة مع إيطاليا في مناسبات كثيرة، ومنحت الجزائر اهتماما فائقا لزيارة الرئيس الإيطالي، سيرجيو ماتاريلا الى الجزائر وانتهت أمس الأحد تكللت بالتوقيع على العديد من الاتفاقيات، وحظي الرئيس الإيطالي باستقبال خاص انطوى على الكثير من الرمزية حسبما نشرت جريدة “الشروق” المحلية، فقد أهداه الرئيس عبد المجيد تبون، حصانا عربيا أصيلا، كما أشرف ماتاريلا على تدشين حديقة تحمل اسم أحد أصدقاء الجزائر التاريخيين، وهو الإيطالي أنريكو ماتي.
وتتزامن إشارات الجزائر نحو إيطاليا وألمانيا مع الانتقادات التي وجهها الرئيس تبون شخصيا الى نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، واستبعد عودة السفير الجزائري الى باريس بسبب تصريحات ماكرون نفي وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي للبلد سنة 1832.
وتعتبر الجزائر موقف فرنسا منها هو تدخل في الشؤون الداخلية، وقال الرئيس تبون اليوم الاثنين خلال خطاب له أمام رؤساء البعثات الجزائرية في الخارج ”في علاقاتنا الثنائية مع شركائنا الأوروبيين، لن تتسامح الجزائر مع أي تدخل في شؤونها الداخلية و ستظل دوما على استعداد لإقامة علاقات مبنية على الاحترام المتبادل والالتزام الكامل بمبدأ المساواة السيادية بين الدول”.
وبنوع من المبالغة ولكن فيها الكثير من الواقعية، كتبت جريدة الشروق أن “الجزائر تحاصر فرنسا بتحالفات جديدة”، وهي ترسل رسالة واضحة الى فرنسا تقول أن السوق الجزائرية ستكون مقتصرة على الدول التي تحترم السيادة الجزائرية مثل إيطاليا وألمانيا واسبانيا.
وتجد فرنسا نفسها في موقف شرود، لم تكن تنتظر مواقف حادة من الجزائر. وكانت ترغب في مواجهة النفوذ التجاري الصيني، وإذا بها تجد نفسها ستتنافس مع المانيا وإيطاليا للحفاظ على مستوى مقبول من العلاقات التجارية مع الجزائر.