رفض شامل للتدخل العسكري الأجنبي في ليبيا
أعلن رجب طيب أردوغان، الرئيس التركي،أن أنقرة بدأت في ارسال قوات الى ليبيا لدعم حكم السراج في طرابلس الذي يحظى بدعم من تركيا وقطر والذي يواجه عمليات عسكرية تشنها قوات القائد العسكري الليبي خليفة حفتر صاحبة النفوذ في شرقي ليبيا والمتمتعة بدعم من مصر والإمارات العربية المتحدة،
وكان التدخل التركي المباشر في تركيا محل ادانة دولية واسعة باعتبار ما يخلفه من تعقيد للوضع في ليبيا وهو ما أكدته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في اتصال هاتفي أجرته مع رئيس الجمهورية قيس سعيد
وقد جدّد الطرفان التعبير عن حرصهما على ضرورة إيجاد حل سلمي للأزمة الليبية وتشريك كل الأطراف المعنية بما في ذلك تونس، و التأكيد على التمسك بالشرعية الدولية.
من أجل التعرف على موقف الشارع التونسي مما يحدث في القطر الليبي الشقيق اجرينا الحوارات التالية مع عدد من المواطنين في مدينة صفاقس ,نقدمها كما يلي
عمار بوجناح موظف متقاعد
يحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بكل السبل توريط تونس في التدخل عسكريا في ليبيا، إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل
وقد تركت عدم استجابة تونس، بل رفضها للتدخل العسكري الأجنبي في ليبيا، رفقة الدول المغاربية ، أردوغان يصارع وحده في هذه المعركة التي بدا فيها معزولا عن المجتمع الدولي.
أعتبر زيارة أردوغان الأخيرة المفاجئة إلى بلادنا فاشلة حيث لم يتمكن من كسب الدعم التونسي الرسمي والشعبي وحتى السياسي حيث تداعت حينها البيانات الرافضة للوجود التركي في ليبيا
أرى أن لتونس والجزائر دورًا مستقبليًّا حاسمًا في حل الأزمة الليبية، لكن بعيدا عن التدخل التركي، الذي سيزيد من تعقيد الوضع
حتى أني أعتبر التدخل التركي في ليبيا استعمارا مباشرا وجريمة في حق الشعب الليبي تستوجب ادانة من قام بالتوقيع معه لجلبه وأقصد السراج وجماعته في طرابلس
حافظ العيساوي محامي
الوضع في ليبيا خطير ودقيق ولابد من التأكيد بان أمن تونس من أمن ليبيا والعكس صحيح
الموقف التونسي بدا متمسكا بالحياد العسكري تجاه الشقين المتصارعين استنادا إلى أن تونس تقف على نفس المسافة من مختلف الأطراف وهي ترفض أي تدخل عسكري أجنبي من أي كان
أرى أن الاشكال الليبي داخلي ,من الواجب حله من قبل الأطراف الليبية المتنازعة ذاتها مع فتح المجال لدول الجوار وخاصة تونس لتؤدي دورها التاريخي والمحوري في الرعاية والتأطير
وأريد أن أستغل هذا الحوار الصحفي للتعبير عن رفضي لاستغلال الأراضي التونسية لعبور السلاح الى ليبيا أو تسلل مقاتلين من و الى هناك
وليد الرقيق خبير في الاعلامية موظف بشركة
كاذب من يتشدق بأنه أرسل قوات عسكرية الى ليبيا للدفاع عن السلطة الشرعية او لأسباب ايديولوجية فالجميع يعمل على حماية مصالحه وخاصة تركيا المهتمة بالغاز،والنفط هناك ومصرة على أن تكون حاضرة في أي مشروع في البحر المتوسط، وكذلك الحفاظ على أمنها من خلال التوسع خارج حدودها بعد ان أصبحت معزولة دوليا
رشيد القفصي موظف متقاعد
كل تدخل أجنبي في اي صراع داخلي مرفوض ولعل التجربة الأمريكية السابقة في العراق وما كان يعرف بحرب الخليج خير دليل على ذلك حيث ومنذ اليوم الأول لشروع الولايات المتحدة في فرض حصار خانق على العراق والإصرار على استمراره وصولا الى جريمة الغزو التام خارج نطاق الشرعية الدولية تبين أن الهدف الرئيسي والاستراتيجي للسياسة الأمريكية تجاه هذا البلد العربي هو إعادته عشرات السنين إلى الوراء وتدمير كل مقومات التطور التعليمي والصحي والعلمي التي بناها على مدى عدة عقود وهذا ما تحقق بالفعل حيث نجد العراق يرزح إلى يومنا هذا في الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، بل والدينية كذلك.
على الليبين حل أزمتهم بأنفسهم لكن يبدو أن الوضع سار الى نقطة اللاعودة ومن هذا المنطلق أرى أن منظمة الامم المتحدة هي الأجدر بتحمل المسؤولية في هذا البلد الشقيق وذلك بنزع السلاح من أيدي كل الميليشيات المتناحرة كنقطة انطلاق لتشكيل مسار توافقي بناء
وجدي عطية الله محامي وناشط مدني
كبقية المواطنين التونسيين أنظر الى الوضع في ليبيا بقلق شديد وخوف وريبة متزايدة
هناك العديد من التحديات التي تواجه بلادنا اذا ما امتدت الحرب الأهلية الليبية الى المناطق المتاخمة للحدود التونسية في ظل التطورات المتعلقة بالتدخل العسكري الأجنبي المعلن وحتى الخفي العربي والأروبي الذي ينم عن طمع بتحقيق مغانم اقتصادية واستراتيجية في ظل الدور الجيوسياسي الجديد لهذه البلدان
وأرى أن كل هذه المعطيات تمثل خطرا محدقا على الأمن والسلم بالمنطقة وتنبئ بحركة لجوء وهجرة جمعية الى تونس والبلدان المجاورة