رسمي: شارع الحبيب بورقيبة سينفتح على البحر
أكّدت رئيسة بلدية تونس شيخة المدينة ، سعاد عبد الرحيم السعي في المخطّط القريب الى إيصال شارع الحبيب بورقيبة في تونس العاصمة الى المحيط البحري ، قائلة انه سيتم تقديم التخطيط الهندسي الاستشرافي لتونس العاصمة كي تنفتح على البحر، بالاضافة الى تركيز مدينة البحيرة الذكيّة باعتبارها فضاء إداريا وماليا يستوجب الانفتاح على محيط افضل، سيما وان 70 بالمائة من المدخل البحري والجنوبي لتونس العاصمة على ملك الدولة.
وافادت لدى افتتاحها الثلاثاء بقصر البلدية في القصبة ندوة حول مشروع « تونس عاصمة، تخطيط استراتيجي وحوكمة متطوّرة من اجل مدينة حضرية مرنة » أنّ المشروع مموّل من طرف المفوّضية الاوروبية بمبلغ في حدود 2 مليون و700 الف اورو ، مضيفة ان البلدية شرعت في انجاز المشروع منذ 2020 بالتعاون مع شبكة المدن المتوسطية و بدعم من المنطقة الحضرية لبرشلونة.
ولفتت رئيسة البلدية الى استجابة مشروع « تونس عاصمة » لمقتضيات مجلة الجماعات المحلية في ما يتعلق بإلزامية اعتماد الخيارات التشاركية ، واعتماد التخطيط الاستراتيجي المنبثق من التشخيص الموضوعي للواقع ، وادراك الامكانات الحقيقية المتاحة والاهداف المشتركة من قبل كل المتدخلين
وتحدثت في هذا السياق، عن اهمية العمل المشترك لرسم ملامح تونس الغد، تونس العاصمة المرنة القادرة على مجابهة المخاطر في اتّجاه دعم التنمية المستدامة وضمان حق المواطنة وتكريس المساواة الاجتماعية والتشجيع على الابتكار والابداع، فضلا عن ارساء مكانة دولية متميزة لعاصمة بلادنا تضاهي تارخها العريق.
واستعرضت نتائج المرحلة الاولى للمشروع وأهداف ندوة اليوم التي تمحورت بالخصوص حول تقديم مقترح »الوقائع والتحديات والمشاريع » ، سيّما وأنّه يمثّل ركيزة التفكير الاستراتيجي للمدينة، فضلا عن تفعيل مشاركة الفاعلين الاساسيين واطارات البلدية والمؤسسات المتدخلة في منهجية التفكير الاستراتيجي.
وأشارت الى ان هذا المشروع سيتواصل الى حدود سنة 2024 ، حيث سيتمّ إعداد استراتيجية لتنمية مدينة تونس بالاعتماد على اهداف التنمية المستدامة ، وتمكين بلديات تونس الكبرى من نظام يؤمن التصرف المستدام في الفضلات، وتطوير الشراكات المساهمة في السياسات الحضرية بتونس، وفي تعزيز المبادرات الاقليمية الشاملة.
وسلّطت الضوء، في هذا الاطار على معضلة النفايات التي تعاني منها كافة البلديات التونسية، لافتة الى ان مشروع « عاصمة تونس » من مكوّناته وضع منظومة حوكمة حضريي جديدة للنفايات، إذ سيتم تحويل اعتمادات تقدرب 800 الف اورو لانجاز مشاريع نموذجية في مجال تثمين الفضلات ،على ان تشمل كل بلديات تونس الكبرى
وفي كلمة القاها بالنيابة عن وزير الداخلية، سلّط منذر بوسنينة الضوء على تنوّع ملامح المدينة العتيقة ، وكلّ من الاحياء الحديثة والشعبية وتلك التي لم تحقّق بعد الحد ّ الأدني من مقوّمات العيش الكريم ،وما يتطلّبه تشخيص الواقع الموضوعي من عمل دؤوب لرفع التحدّيات.
ولاحظ اهمية العواصم والمدن التي تعتبر الواجهة الاساسية في تحديد ملامح بلادنا في الداخل والخارج على حد السواء، باعتبارها الشريان الحيوي الذي يجمع كل الانشطة الحيوية الكبرى واليومية للمواطنين ، بالاضافة الى ما تشهده من كثافة سكنية مرتفعة.
واكد في هذا المضمار، ضرورة تكريس مسار اللامركزية عبر منظومة حكم من شأنها تكريس تقاسم الادوار بين كل من السلطة المركزية والسلط المحلية لتحسين مستوى عيش المتساكنين وفق خصوصيات كل منطقة وحاجياتها.
وتباحث الحضور في الندوة بالخصوص حول التوجّهات الاستراتيجية للمدينة والتوازن الاقتصادي في التنمية الترابية، والرهانات والافاق الحضرية لتونس الكبرى، بالاضافة الى النقاش حول مسالة تكافؤ الفرص في المجال الحضري، ورهانات الحفاظ على المركز التاريخي للمدينة.