وجوه من الذاكرة ” الدكتور : ليسيان مينياي ” أحبّ صفاقس فأحبّه سكّانها
هو وجه رسم اسمه بحروف من ذهب في صفحات تاريخ صفاقس الحديث , إنسان متواضع قبل أن يكون طبيبا وشخص مذهلا بانسجامه في الحياة الاجتماعية بمدينة صفاقس ..
هذا الجرّاح حطّ بمدينة صفاقس سنة 1947وقام بفتح عيادة بشارع ( Henri-Boucher )وسريعا ما عرف النجاح وذاع صيته بكامل أرجاء المدينة ممّا دفعه لانجاز أوّل مصحّة خاصّة وحديثة بطريق المهدية قرب مدرسة(Les soeurs) آنذاك فازدهرت هذه المصحّة بنشاطها لتتجاوز شهرتها كافة ولايات الجنوب التونسي والدولة الشقيقة ليبيا وقد تميّز هذا الدكتور باحترام كلّ العادات والتقاليد للمجتمع التونسي حيث قام بتخصيص فضاء كبير لاستراحة أهالي المريض وخاصّة منهم الذين يأتون من الجنوب وقام بنصب خيمة كبرى لأخذ نصيبا من الراحة ..
.لقد عرف هذا الشخص بدماثة أخلاقه و جدّيته المفرطة في الإحاطة بالمرضى واثر استقلال تونس اختار مواصلة عمله بالمصحّة رغم أنّ اغلب الجاليات الأجنبية غادرت مدينة صفاقس وبقي وفيّا لعمله وغالبا ما كان يصرّح أحببت هذه المدينة وناسها فان غادرت صفاقس فستكون وجهتي مازحا ( SFAX ) سنة 2004 و أمام تقدّمه في العمر اختار السفر لكنّه ظلّ وفيا لمدينة صفاقس من خلال زياراته العديدة حيث أصبح يتجولّ في أرجاء المدينة ويستمتع بذكرياتها الجميلة ويشارك أصدقائه الحديث إلى حين وداعه الأخير …بصماته لا تزال من خلال المحافظة على اسم مصحّته …
هذا الإنسان وغيره من الوجوه الذي سنعود إليهم لاحقا على غرار الدكتور غالية ( Galea ) و غيرهم من الجاليات الأوروبية والأطباء التونسيين الرقيق والجلولي والعكروت هي شخصيات تميّزت في مجالها وظلّت راسخة في قلوب العديد من سكّان مدينة صفاقس .