لا تصلح الحرّيّة إلّا إذا كانت مسؤولة
وجهة نظر !
مبدئيا، ننتقي الكلمات من بين المفردات والمصطلحات والجمل والفقرات والنصوص والكتب والمراجع والموسوعات، لنقدم أفكارا بناءة، ولنبعث برسائل وجيهة، ولنصور عالما أفضل، ولنهدي أنفسنا فضاء شاسعا للتعبير والتبليغ والتواصل مع الآخرين في كنف الأدب والإحترام.
هكذا نفعل كذلك عند إنتقاء الحركات الجسدية والتقاسيم المرسومة على وجوهنا وكل التعابير الظاهرة في أدق التمارين والإختبارات البشرية الرسمية، أو المؤسساتية، أو النظامية.
إن سمو الأخلاق ورقيها سلوك محمود بين الأفراد، ولا نستثني في هذا الصدد مجال الفن ولا ميدان السياسة ولا قطاع الإعلام.
كلنا نتواصل فيما بيننا لنتبادل الأفكار الولادة، ولنوجه الرسائل الخالدة، ولنصقل المواهب الخلاقة، ولنرتقي بالكائن الإنساني إلى أبعد الحدود وإلى أعلى المراتب وليتبوأ أحسن الصفوف.
إن الفاعل “الألمعي”، السياسي والثقافي والرياضي والإعلامي والأكاديمي والأدبي والعلمي والإجتماعي والمجتمعي،… والمعروف بكفاءة عالية، والمشهور بخصلة محددة أو خصال معينة، والمشهود بميزة مخصوصة أو ميزات إستثنائية، يتحمل مسؤولية خالصة في تأمين صورة لبقة وجميلة سواء في شكلها أو في مضمونها !…
إذن، تكمن الحرية، الملتصقة حتما بعبء المسؤولية، في قدرة هذا الفاعل “الألمعي” على مد قنوات الإتصال مع المتلقي – مهما كان – دون أن يزعجه هكذا إزعاج، سلبي وعقيم، ودون أن يقحم عليه نشازا في “صيرورة الفعل”، بل في فضاء الخلق والإبداع…
فالتفاعل الإنساني لا يحتمل تأجيل استيعاب “العقد المجتمعي والثقافي”، المتفق عليه ضمنيا عبر السنون، إلى “موعد زئبقي” لا حدود له.
حرية التعبير هي بالأساس مسؤولية. وهذه الأخيرة هي أخت الفضيلة، أو بالأحرى هي في تناغم تام مع الأداء الإيجابي والفعل المعقول والمنطق الجامع والمبادئ المشتركة.
الفن والسياسة والإعلام يحملون بالأساس رسائل بليغة ووجيهة ويمثلون محملا عطرا للإنسانية في أبهى صورها.
هشام اللومي – 6 أوت 2020.