التضامن أساس الحياة
منذ سنة 2006 تبتت الأمم المتحدة اليوم العالمي للتضامن الإنساني الذي اختارت له من الأيام 20 ديسمبر، أكسته صبغة جديدة وسمته “أهداف التنمية المستدامة” فالتضامن أخي القارئ هي كلمة قديمة لكن من حيث المبدأ أن يكون للإنسان شعور إنساني تجاه الآخرين،والتضامن من واجب أخلاقي وديني يقوم أساسا على وحدة المصير أي المصير المشترك. فمصيرنا مرتبط بمصير الآخرين وهذا ما يحدو بنا التفكير في عدة أنماط من التضامن سواء بين الجهات أو بين الشعوب أو بين الدول أو بين الثقافات أو بين الفئات وحتى بين الأجيال، فتضامننا اليوم أكثر ضروري اعتبارا للجائحة التي اخترقت كل الدول فشكلت بالتالي أزمة على جميع المستويات وزادتنا يقينا وأن من خلال معالجة هذه الكورونا ليس هناك دول متقدمة قادرة على تجاوز الوباء وليس هناك دول أقل قدرة ولا حتى دول فقيرة فمصيرنا بات مصيرا واحدا حتم علينا الشراكة المقاومة هذا الفيريس العالمي الفتاك، فتك بالجميع فغير عدة خيارات اقتصادية. ومما نلاحظه في هذا الظرف بالذات وأن سياساتنا العمومية لا تحترم مبدأ التضامن. وتأكد أخي التونسي وأنه في غياب الإيمان بوجود العدالة الاجتماعية سواء بين الفئات أو بين الجهات أو بين الأجيال أو بين الجنسين او حتى بين مختلف مكونات المجتمع فسيحصل حتما خلل وهذا ما نراه اليوم في شتى المؤسسات التي تشكو من مشاكل عدة. زد على ذلك إذا كنت غير قادر على تلبية حاجيات المواطن فأكيد ستحصل صراعات هنا وهناك واختلافات بالجملة وهذا لعمري غلط لأن المسألة حسب اعتقادي مرتبطة بخيار ثقافي مجتمعي يحتم علينا تضامننا بعضنا البعض، لكن عندما تعترينا الأنانية وحب الذات ويذهب كل واحد فيالتفكير بنفسه غير مكترث بالآخرين، وعندما يتشدق علينا مسؤول بجملة من الأوهام الكاذبة أو يعدنا بوعود انتخابية زائفة فهذا لا يجرنا إلا اللمعاناة. فبالله عليكم فكروا جيدا في الفئات الواسعة من المجتمع وخاصة منها المتضررة من سوء تقديركم، وأنا على يقين بأن المجتمع المدني مؤمن ومتشبع بالمبادئ السمحة بوقوفه دوما جنبا لجنب مع أخيه التونسي في السراء والضراء. فالتونسي دوما للتونسي رحمة. وتبقى آمالي عريضة وتفاؤلي كبير بتعديل الكفة وتحقيق التوازن الاجتماعي حتى نحافظ دوما على الصورة الناصعة والبراقة التي تعودتعليها تونسنا الحبيبة، وثق أخي القارئ وأننا قادرون التغلب على جميع الصعاب.
بقلم حمادي الهنتاتي