… فيم أفكر ؟ … أعلام من صفاقس … 42 … عبد العزيز مزيد …. 1922 … 2011
السلام عليكم وعلى أعلامكم ،
،،فيم أفكر ؟،،،أعلام من صفاقس ،،،،،42….عبد العزيز مزيد ،،،،1922…..2011..
،،،،،،هذا الرجل في حياته دروس وعبر ،،،،ولد وهو بصير ،دخل المدرسة الابتدائية وهو كبقية التلاميذ يرى ويسمع ويكتب ،،،،أصيب كما يصاب الأطفال عادة في الصغر بمرض الحصبة فكان عليه شديدا ،أثر المرض على عينيه فتدخل الطب والطبيب لكن المرض كان أقوي فعمي ،،،،واصل الدراسة في المدرسة كفيفا فحفظ القرآن وبذلك ألحق ،،،بعد امتحان،،،بحلقة القراء في الجامع الكبير وهو صغير ،،،انخرط في الفرع الزيتوني يطلب علما ،،،باجتهاده تحصل على شهادة الأهلية،،،سافر إلى جامع الزيتونةً يواصل التعلم في العلوم والتجويد ،،،وبعد ثلاث سنوات نال شهادة التحصيل في العلوم وشهادة الأهلية في القراءات ،،،،كان يبحث عن كسب باعتماده على نفسه لا على والده فتعاطى التجارة ،،،ما بين صفاقس وتونس يبيع ويشتري ،،،وفي ظروف الحرب العالمية كانت له في تجارة الأقمشة المفقودة أوالقليلة مغامرات ،،،كان يسافر معتمدا على نفسه وهو يطوف في الأسواق دون دليل ،ثم رأى أن يعود لطلب العلم فعاد ،وبعد ثلاث سنوات أخذ من التعليم الزيتوني شهادة العالمية ،وبها عين في قرية من قرى نابل مدرس وعظ وإرشاد وتأهيل التلاميذ للانخراط في التعليم الزيتوني ،،،،ظهرت في تونس طريقة (براي) بها يتعلم الكفيف الكتابة والقراءة فتعلم ،وعاد إلى صفاقس يعلم المكفوفين ،،،وكم من كفيف تعلمها عنه وواصل الدراسة مع الأسوياء ونجح وفاز بشهادة علمية عالية أهلته لوظيفة ،،،وإذاكان مناضلا وطنيا متحمسا في حزب بورقيبة ومشاركا في المظاهرات فقد رأى أن يناضل ويطالب بحقوق المكفوفين فكان أول من أسس جمعية للدفاع عنهم ،،،،ولما قرربورقيبة إنهاء التعليم الزيتوني وأصدر مجلة الأحوال الشخصية وقف معارضا لبورقيبة ،فأودع السجن ،ولما تقاعد في التدريس فتح دكان والده وبعث فيه كتبية تبيع الأدوات المدرسية وهو فيها يبيع ويشتري ،،،وبعد سنوات من النجاح انضم إليه ابنه طارق ،،وعرفت الكتبية بما فيها من أمهات الكتب ،،،،وخلف الدكان مستودع فتحه صاحبنا ناديا يلتقي فيه كل يوم أحد رواد البحث والمعرفة وفيه استفاد صاحبنا واستفاد رواد النادي وكنت من بينهم
ولم يتخلف عنه إلا لما شده المرض ،وجا ء أجله فودع الدنيا تاركا زوجة طيبة وأولادا ناجحين بررة ،كما ترك ثلاث مؤلفات ،،(باقة المستفيد في القرآن المجيد ،،،أدعية في ختم القرآن ،،،كواعب ومتاعب ،،جمع فيه قصائد من تأليفه ) ،،،،،،هذا الرجل يصدق فيه (من عاشر العطار طاب بطيبه )فمن من الأصدقاء عاشره وطاب بطيبه ؟ أفيدونا وترحموا عليه فلكم من الله الأجر ومني الشكر وعطر التحية