حوار مع الدكتور عادل ولها حول استعداد أبنائنا للعودة المدرسية
تعد هذه العطلة الصيفية عطلة استثنائية نظرا لتوقف الدروس بسبب جائحة كورونا قبل موعد العطلة التي تعوّد أن ينتظرها أبناؤنا بفارغ الصبر للترفيه عن النفس فتغير نمط حياة العائلة وكان لذلك أثر على الأطفال.
كيف نواجه تلك الآثار الجانبيّة حتى يستعد التلاميذ للعودة المدرسية في حالة جيدة من حيث الاستعداد النفسي واستعادة النشاط
حول هذا الموضوع أجرينا حوارنا مع الدكتور عادل ولها طبيب مختص في الطب النفسي للطفل والمراهق أستاذ مبرز استشفائي جامعي سابقا بكلية الطب بصفاقس وطبيب مباشر سابقا في فرنسا وبالمستشفى الجامعي الهادي شاكر بصفاقس.
ما مدى حاجة الطفل للترفيه عن النفس خاصة في هذا الظرف الاستثنائي الذي نعيشه بسبب كورونا ؟
باعتبار اجراءات التوقي من جائحة كورونا تمتع الأطفال بعطلة مطولة بدأت من مارس وتمتد حتى منتصف سبتمبر وبالتالي اقترنت فترة الحجر الصحي بالعطلة الصيفية وهنا ننصح العائلات باستغلال هذه الفترة ليمكنوا أبناءهم من التمتع بممارسة الأنشطة والهوايات المختلفة التي يرغبون فيها وذلك للترفيه عن النفس.
في نفس الوقت نحرص على مراجعة الدروس كي يتسنى للتلميذ استرجاع المكتسبات الدراسية التي حصل عليها أبناء الموسم الدراسي الماضي وبذلك نهيئ إبننا للعودة المدرسية المقبلة ان شاء الله في ظروف نفسية وبيداغوجية طيبة. في هذا السياق نوصي الأولياء بتفادي كل عوامل الضغط النفسي لدى أبنائهم مع الحرص على أن تكون جميع الأنشطة الترفيهية الممارسة في اطار المتعة ليستفيد منها الطفل وفي نفس الوقت نعمل على تهيئته تدريجيا للعودة المدرسية من خلال التعود شيئا فشيئا على نظام معيشي متوازن من حيث الغذاء والنوم وممارسة الأنشطة ويكون هذا النظام في تناسق مع الظروف التي سيعيشها الابن عند العودة الى مقاعد الدراسة.
لكن أحيانا نجد من الأبناء من يرفض وبشدة هذا الاستعداد والمراجعة الدراسية فكيف يتصرف الولي في مثل هذا الموقف ؟
في حالة تميز الطفل بسلوك يتسم بالعناد والرفض لكل ما يتعلق بالدراسة، ننصح الأولياء بعدم الضغط على أطفالهم بل يتقبلونهم وفي نفس الوقت يعمل الوالدان على حسن اختيار الاطار المناسب لاقتراح امكانية المراجعة لدى أطفالهم ويكون ذلك بشكل تدريجي مع توفير كل الظروف النفسية المساعدة على ذلك وبالخصوص الحرص على التشجيع وتحفيز الطفل في هذا المجال.
كما نحرص على جعل أبنائنا يتمتعون بدرجة من الاستقلالية وتحمل المسؤولية كل حسب عمره وهنا تجدر الاشارة الى ضرورة أن تتناغم مواقف الأم والأب في هذا الاطار لكي يدرك ابنهما أهمية توصيات والديه ويأخذ بآرائهما بطريقة سلسة.
في الختام : نؤكد على ضرورة احترام أطفالنا لنمط عيش سليم أثناء العطلة الصيفية وخاصة في ما يتعلق بالنظام الغذائي (تناول ثلاث وجبات في اليوم) مع الحرص على النوم باعتبار حاجة الطفل الماسة لذلك لمدة لا تقل على ثماني ساعات متتالية ليلا علما وأن نوم النهار لا يعوض نوم الليل من الناحية الكيفية حيث أن جسم الطفل يسترخي أثناء النوم في الليل وهذا ما يساهم في نموه العصبي والنفسي والوجداني والعلائقي حيث أن نقص النوم أثناء الليل يمكن أن يساهم في ظهور اضطرابات سلوكية وتوتر وتشنج لدى الطفل هذا بالاضافة الى اضطرابات في التركيز والتأقلم العائلي والاجتماعي
لتفادي كل هذه المضاعفات نتجنب السهر المطول ونحرص على أن ينال أبناؤنا حاجاتهم من النوم ولا مانع من القيلولة. ختاما نرجو لأبنائنا عودة مدرسية مكلّلة بالنجاح.
آمال الكراي