“كان النبي يقبل وهو صائم ويباشر وهو صائم لكنه أملككم لإربه”.. معنى حديث أم المؤمنين وهل يحمل رخصة؟
فسر علماء الحديث رواية السيدة عائشة رضي الله عنها: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل ويباشر وهو صائم، وكان أملككم لإربه”- (صحيح البخاري)، وكيف كانت المباشرة في نهار رمضان جائزة، وما هو معنى المباشرة الذي التبس على البعض بأن المباشرة هي الجماع.
وفي هذا الحديث تبين أم المؤمنين عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها القدر المتاح الذي يمكن للصائم أن يقترب فيه من امرأته، فتقول رضي الله عنها: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل»، أي: يقبل زوجاته، ويباشرهن، والمباشرة هي الاستمتاع بالزوجة بما دون الجماع من نحو المداعبة والمعانقة، يفعل هذا وهو صائم، سواء كان صوم فرض أو تطوع، «ولكنه كان أملككم لإربه»، أي: كان أكثر الناس تماسكا وأكثر قدرة على التحكم في نفسه، ومنعها عن الشهوة التي تفسد الصوم، و«الإرب»: الحاجة أو العضو، وقد أشارت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بقولها: «وكان أملككم لإربه» إلى أنه تباح القبلة والمباشرة بغير الجماع لمن يستطيع التحكم في شهوته دون من لا يأمن من الإنزال أو الجماع.
وفي الحديث دليل على حسن أخلاقه صلى الله عليه وسلم مع أهله ولطف معاشرته.
وجاء في (شرح كتاب الصوم من صحيح البخاري) لـعبد الله بن مانع الروقي عن حديث عائشة أن المباشرة والتقبيل مباحتان للصائم لقول عائشة – رضي الله عنها -: «كان يقبل ويباشر وهو صائم» ومعنى قوله: وهو صائم: هذه جملة حالية أي حال كونه صائمًا.
ومعنى قوله: «كان أملككم لإربه»: أي حاجته بأنه يستطيع عليه الصلاة والسلام أن يمتلك نفسه بأن لا يتدرج به الأمر إلى الجماع.
وإذا كانت الوسيلة تؤدي إلى المفاسد فلا تجوز هذه الوسيلة والغاية ممنوعة؛ لأن الوسائل لها أحكام المقاصد فالذي يخاف الجماع عند المباشرة والتقبيل؛ فإنه لا يجوز له ذلك؛ لأن الوسائل لها أحكام المقاصد، والذي يستطيع أن يتمتع بالمباشرة والتقبيل من غير أن يجامع فهذا جائز له.