اخر ما صدر رواية “مملكة الحرّية” لحسن نجار
صدرت مؤخرا عن دار بيان للنشر و التوزيع رواية مملكة الحرية للدكتور حسن نجار من مدينة جربة ميدون من ولاية مدنين كتبها في السنتين الأخيرتين من مرحلة انجاز الدكتوراه الذي تحصل عليها مؤخرا.
رواية “مملكة الحرّية” ، هي رواية ذهنيّة ذات أبعاد و دلالات رمزيّة،بطلها “سالم عيّاش” الذي خاض تجربة وجوديّة فريدة من نوعها في سبيل اكتشاف ذاته الحقيقية، و كذلك من أجل التخلّص من إحباطات الثّورة التي أصابته.
كان سالم عيّاش يعمل كساعي بريد في قرية “بني حجر” البائسة. و في ليلة من اللّيالي، زاره في منامه شيخ طاعن في السنّ ، حاملا إليه رسالة بعثت فيه الإضطراب و الإختلال النّفسي و قلبت حياته رأسا على عقب…قرّر على إثرها الإستقالة من عمله و الرّحيل إلى منطقة جبليّة محاذية للبحر تسمّى بني يقظان …و هناك تعرّف ” صدفة “على الصيّاد ” الشيخ رشيد”،الذي عرض عليه العيش معه في كوخه البسيط على سفح الجبل المواجه للبحر.
و في مدّة قصيرة، توطّدت العلاقة بين سالم و الشّيخ رشيد،الذي شجّعه على مطالعة روايات عالميّة مثل رواية “العجوز و البحر” و رواية “عالم صوفي”… و قد ساهمت هذه المطالعات في تغيير تصوّر سالم للحياة و الوجود.
كان للشيخ رشيد -الذي غاب بشكل مفاجئ في البحر- دور كبير في توجيه سالم ووضعه في المسار الصّحيح من أجل اكتشاف ذاته الحقيقية و التخلّص من ذاته المركّبة و المصطنعة أو الوهمية… بعد غيا ب رشيد المفاجئ في البحر، تعرّض سالم عيّاش لمغامرات وجوديّة غريبة و مثيرة…
و بدأ سالم في اكتشاف ذاته رويدا رويدا عبر قراءات أدبية و مزيد من الوقائع المرتبطة بالأحلام و التهويمات كأن يقابل بعض الشّخصيات التّاريخية و القصصية المشهورة الذين يعيشون في جزيرة المثل مع أفلاطون و غير ذلك من الوقائع التي تجسّد التاريخ و الفلسفة و التصوّف…
و قد اُضطر سالم لزيارة المدينة القريبة من منطقة بني يقظان حيث تعرّف على أصدقاء مهمّين مثل نبيل الذي ساعده على فكّ العديد من الرّموز و الرّسائل التي تلقّاها من شخصيّات تنتمي لعالم أو “جزيرة” المثل.
كانت نهاية القصّة مفتوحة على أفق و عالم جديدين، بعدما قضى المرض و الوباء على معظم سكّان قرية “بني حجر” البائسة.