تونس تحتضن الدورة الثانية لأولمبياد المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “ألكسو”
تونس تحتضن الدورة الثانية لأولمبياد المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “ ألكسو” لتعزيز قدرات الطّفل العربي في منهجيات البحث العلمي تحت شعار ”المجال الرقمي في خدمة البحث العلمي”
انطلقت بمدينة الحمامات الدورة الثانية من مسابقة “الأولمبياد لتعزيز قدرات الطفل العربي في منهجيات البحث العلمي”، التي تنظمها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الألكسو” بالتعاون مع وزارة التربية.وتتواصل الى غاية الخميس 8 سبتمبر الجاري تحت شعار ”المجال الرقمي في خدمة البحث العلمي”،وتهدف مسابقة “أولمبياد الألكسو” التي أطلقتها المنظمة سنة 2019 الى دعم نشر ثقافة البحث العلمي والاهتمام بالموارد التعليمية، وتشجيع المتعلّمين وتحفيزهم على البحث والابتكار والعمل الجماعي منذ المراحل التعليمية الأولى.
حضور 100 مشارك من خبراء وتلاميذ من 18 بلد عربي عضو بالألكسو:
وتشهد “أولمبياد الألكسو” خلال هذه الدورة حضور 100 مشارك من خبراء وتلاميذ من 18 بلد عربي عضو بالألكسو، كذلك منسقين عرب وممثل عن منظمة اليونسكو.و تشمل قائمة البلدان المشاركة اضافة الى تونس باعتبارها البلد المضيف كلا من الامارات والبحرين والأردن والجزائر والمغرب والسعودية والسودان والعراق وسلطنة عمان وفلسطين وقطر ولبنان والكويت وليبيا ومصر وموريتانيا واليمن.
وتتمثل الأولمبياد في مُسابقة دورية تُشرف عليها الألكسو بالتعاون مع اللجان الوطنية والوزارات العربية المعنيّة، وتنظمها مرة كل سنتين بإحدى الدول العربية.ويستهدف الأولمبياد الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 سنة، من تلاميذ المدارس العمومية أو الخاصة المعترف بها من جهات الاختصاص بكل بلد عربي.
وتتطلع الألكسو من خلال تنظيمها لهذه التظاهرة الى تحفيز مهارات البحث والتحقيق والاستقصاء لدى التلاميذ بالدول العربية وتأطيرهم منذ المراحل التعليميّة المبكّرة.ويطمح القائمون على الأولمبياد في أن يمكن تنظيم دورات متتالية الى الوصول إلى “مؤشّرات عربية لقياس جودة التدريس في المؤسسات التعليمية العربية”، وتعزيز جودة أداء النظم التعليميّة في الوطن العربي بشكل موضوعي ودقيق.
برنامج ثري ومتنوع لدعم قدرات الناشئة في منهجيات البحث العلمي :
يتضمن أولمبياد الالكسو برنامجا متنوعا في دورته الثانية التي تحتضنها تونس بياسمين الحمامات من 6 الى 8 سبتمبر الجاري بعد احتضان مصر للدورة الأولى سنة 2019 .حيث يؤكد أولمبياد الالكسو العمل على تعزيز قدرات الطفل العربي في منهجيات البحث العلمي.هذا و قد انعقد أمس خلال الفترة الصباحية إجتماع اللجنة العلمية و لجنة التقييم حيث تم تقديم تعليمات المسابقة و عناصرها و عرض معايير التقديم و آليات التقييم و خلال حفل الافتتاح تولى الكلمة كل من المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، و ممثل وزارة التربية التونسية و رئيس منتدى الجوائز العربية و مدير إدارة العلوم و البحث العلمي، الذين ابرزوا أهمية هذا اللقاء الشبابي العلمي و التشجيع على تنمية المجال الرقمي خدمة للبحث العلمي و سعيا لدعم قدرات الناشئة في منهجيات البحث العلمي.
كما تضمن حفل الافتتاح عرضا موسيقيا قدمه تلاميذ معهد بني خيار، مجموعة من الأغاني التونسية الأصيلة تفاعل معها الحاضرون من مختلف الدول العربية، و كانت الفرصة خلال حفل الافتتاح للتعريف بالفرق المشاركة.
المساهمة الجادة في إصلاح منظومات البحث العلمي العربية بما يسهم في تحريك عجلة التنمية:
هذا وقد أشار المدير العام للألكسوالأستاذ الدكتور محمد ولد أعمر بالمناسبة أنّه من المفيد السعي لمساعدة الجهات المعنية على نحو المساهمة الجادة في إصلاح منظومات البحث العلمي العربية بما يسهم في تحريك عجلة التنمية، وبلورة رؤية عربية استشرافية مشتركة مؤكدا أن القمة العربية بالبحر الميت بالمملكة الأردنية الهاشمية، في مارس 2017 كانت قد اعتمدت الاستراتيجية العربية للبحث العلمي والتكنولوجي والابتكار ، والتي نصت على أهمية نشر وترسيخ ثقافة البحث العلمي والابتكار، وتبسيط العلوم في المجتمعات العربية عامة، ولدى الناشئة خاصّة، من خلال إدماجها في المناهج التربوية لمراحل التّعليم الأساسية الأولى.
وعن فكرة إطلاق هذا الأولمبياد أوضح المدير العام للألكسو أنها جاءت بطريقة مبتكرة مختلفة عن المسابقات العالمية والإقليمية المشابهة للتأكيد على اهتمام الألكسو بتعزيز قدرات الطفل العربي في منهجيات البحث العلمي وتطوير مهاراته في التعاون والتواصل والعمل الجماعي مع الأشقاء من الأقطار العربية معتبرا أن هذا الأولمبياد برمجته المنظّمة بالتبادل مع أولمبياد الألكسو للرياضيات، ”ليُشكل حلقة لسلسلة جهود الألكسو الرامية إلى الوصول إلى رؤية موحّدة حول المنهج المطلوب لتربية الطفل العربي على ثقافة البحث والاستكشاف والتحقيق والاستقصاء”
أهمية تنشئة جيل عربي محب للعلم والتعلّم مساير للتوجهات العلمية الحديثة :
من جانبه ، أشار ممثل وزير التربية ، السيد كمال الحجام الى أن الأولمبياد يمثل فرصة للقاء الناشئة العربية حول قيم وآمال موحّدة وتمتين علاقات الأخوّة فيما بينها والتعريف بمنهجيات البحث العلمي منذ السنوات الأولى من التعليم وترسيخ ثقافة البحث العلمي في أذهان الأطفال العرب ؛ مؤكداعلى أهمية تنشئة جيل عربي محب للعلم والتعلّم مساير للتوجهات العلمية الحديثة والمساهمة في تقييم مردود المنظومات التربوية العربيّة في مجال العلوم والبحث العلمي وربط الصلة بين البحث العلمي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة في الدول العربيّة.
وبدوره أوضح رئيس منتدى الجوائز العربية السيد عبد العزيز السبيل أن تحفيز منتدى الجوائز العربية لدعم إبداعات الشباب يعد من أهم أبرز أهداف المنتدى ملاحظا أن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل الرئيس الفخري للمنتدى يسعى دوما الى تعزيز أواصر التعاون بين المنتدى والمنظمة لتحقيق منجزات أفضل للأمة العربية في مجالات التربية والثقافة والعلوم.
ومن جهته أبرز مدير إدارة العلوم والبحث العلمي بالمنظمة الدكتور محمد سند أبو درويش أن إعداد الأولمبياد وتنظيمه يأتي متفقا مع رؤى ورسالة وأهداف المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم التي تسعى جاهدة لترسيخ البحث العلمي لدى النشء العربي مؤكدا على أن ذلك يأتي عبر الثقافة والقدرة والإبداع من أجل تحقيق الآمال والأماني والطموحات بأن يكون نشئا قادرا على خدمة أمته وخدمة البشرية جمعاء.
وللإشارة فإن الأولمبياد هي مسابقة دورية تُشرف عليها الألكسو وتُنظمها بالتعاون مع اللجان الوطنية العربية والوزارات المعنية.ويتم عقدها مرة كل سنتين في إحدى الدول العربية، ويقع تحديد موعد وفترة انعقادها من قبل المنظّمة والدولة المستضيفة لها ؛وقد أُنتظمت الدورة الأولى للأولمبياد في شهر ديسمبر 2019 بجمهورية مصر العربية فيما تستضيف دولة الكويت الدورة الثالثة في العام 2024.