عمرها أكثر من 30 سنة : مبادرة مواطنية لترميم المدرسة الحسينية بالمدينة
تعد من أقدم المدارس بصفاقس وبالجمهورية التونسية عامة . ويعود تاريخ تأسيسها إلى سنة 1712 ,المدرسة الحسينية أو نهج العدول و الرحبة في المدينة العتيقة ,يحدها نهج العدول شرقا ورحبة الرماد شمالا بما منحها هذه التسمية في حين تعود تسمية الحسينية نسبة الى مؤسسها حسين بن علي باي مؤسس الدولة الحسينية في سياق الثورة العلمية التي قام بها هذا الأخير بهدف تحديث التعليم.
فتحت أبوابها لطالبي العلم لأول مرة سنة 1714 وحسب بعض الروايات, فإن الهدف من تأسيس المدرسة كان تخليد ذكرى أحد علماء صفاقس المعروفين الشيخ محمد بن المؤدب الشرفي الذي ترأس مجلس علوم الدين و الذي كان متضلعا بعلوم اللغة العربية والرياضيات. و كان هو أول من تحمل مسؤولية هذه المدرسة.
أولى علي باشا مهام المدرسة بعد وفاة الشيخ سنة 1744 إلى ابنه الطيب الشرفي ومن بعده إبنائه عبد الرحمان ومحمد الشرفي إلى حدود سنة 1784 ثم الشيخ أحمد بن المفتي أحمد الشرفي حتى سنة 1814.
مع انتصاب الحماية بتونس تم تحويل المدرسة الحسينية إلى مدرسة ابتدائية.
وهي اليوم تعاني إهمالا كبيرا بعد اغلاقها وأصبحت في حالة يرثى لها حتى أن مشروع تحويلها الى مدرسة للحرف بعد ترميمها كأحد المشاريع المحورية لتظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية سقط في الماء وترك في أدراج الأرشيف
هذه الوضعية جعلت رجل العمل التطوعي المتميز في صفاقس الأستاذ فريد مقني يتحرك ويطلق بحسب ما أكده في تصريح لشمس الجنوب ووفق ما لاحظناه عند زيارتنا للمدرسة مبادرة لترميمها بعد التشاور وبمساندة معنوية من قبل السلط والادارات الجهوية وبدعم من متساكني المدينة العتيقة وعدد من المواطنين الذين عبروا عن استعدادهم للتبرع بالمواد الأولية اللازمة
هذا وتتقدم أشغال التنظيف والتهيئة والترميم هذه الأيام بصفة يومية حثيثة من قبل صاحب المبادرة فريد مقني صاحب التجربة الطويلة في مثل هذه الأشغال سواء على مستوى سور صفاقس أو زاوية سيدي علي النوري والكازينو وغيرها من الأماكن والمعالم
وتجدر الاشارة الى أن جمعية مهرجان الزيتونة بصفاقس كانت قد قامت بمناسبة تنظيم الدورة الثالثة لتظاهرتها الكبرى بترميم زاوية سيدي حسين بنهج باب جديد لتحتضن نواة متحف للزيتون استئناسا بأكبر المناطق المنتجة للزيت في العالم التي عرفت كيف تسخدم تراثها المادي واللامادي لتروج لمدنها كوجهات سياحية وثقافية متميزة