المكلف بتسيير شؤون بلدية صفاقس ل ” شمس الجنوب “: ماضون في تطبيق القانون و لا تسامح مع المخالفين…مشاريع جديدة مع القطاع الخاص… واهتمام بالبناءات المتداعية للسقوط
92 مليارا ميزانية البلدية …تنظيم محطات السيارات وسوق السمك … وحديقة ” التوتة ” تحت المجهر
شمس الجنوب – تونس- الحبيب بن دبابيس- خاص
أكد المكلف بالكتابة العامة لبلدية صفاقس، والمكلف بتسيير شؤونها الأستاذ أحمد قيدارة في لقاء صحفي خاص” بشمس الجنوب” أن البلدية ماضية في تطبيق القانون،واتخاذ الإجراءات الردعية اللازمة ضد كل المخالفين،والممتنعين عن احترام التراتيب البلدية،وأنها لن تتسامح مع من يسيء لجمالية المدينة،ومع من يخل بسلامة البيئة والمحيط،كما أن مصالح البلدية تستعد لتنفيذ جملة من المشاريع الجديدة بعضها سيكون في إطار الشراكة مع القطاع الخاص.
تفاعل ايجابي
وبين الأستاذ احمد قيدارة المكلف بتسيير شؤون بلدية صفاقس أن سبب تفاعل المواطنين الايجابي في مدينة صفاقس،مع حملة النظافة وإزالة مظاهر الانتصاب الفوضوي في الفترة الأخيرة، مرده وجود تراكمات وحالة غضب واستياء من الخدمات البلدية الرديئة طيلة السنوات الماضية،وقد كانت الحملة بتعليمات جهوية قبل أن يتسلم مهامه،وقد استهدفت الحملة مجالي النظافة والعناية بالحدائق،ورفع حالات عديدة من الانتصاب الفوضوي في الأماكن الممنوعة والأرصفة،مشيرا إلى أن المنطقة البلدية لمدينة صفاقس التي تضم حوالي 300 ألف ساكن ،تستقبل كل يوم أكثر من 300 ألف مواطن آخر،من الوافدين عليها من الولايات والمعتمديات المجاورة، لقضاء شؤونهم الإدارية والخدماتية..
وقال الأستاذ قيدارة انه لسنوات عديدة لم تقم البلدية بأعمال الصيانة اللازمة والتعهد بالطرقات والمناطق الخضراء، وغيرها من الأعمال المنوطة بعهدتها،بسبب نقص الامكانات المادية والبشرية،إضافة إلى عديد الأسباب الأخرى التي تتعلق بتراجع سلطة الإدارة.
تناغم..ونجاعة
وفسر الأستاذ قيدارة نجاح الحملات التي نفذتها البلدية، بالتناغم بين مصالح البلدية والأجهزة الأمنية، التي تفاعلت إيجابا وساندت جهد البلدية على تطبيق القانون، في عديد الساحات العامة والأسواق والأحياء،وفي عديد المناطق التي كانت خارج سيطرة البلدية،وتغول فيها أشخاص “مارقون” عن القانون،وان ما وقع هو تظافر وتعاضد للجهود، فكانت التدخلات الميدانية ناجعة ، في ساحة باب القصبة وسوق الحصر ومدخل باب المدينة ، من جهة باب الجبلي ،وهي الأعمال التي وجدت الترحيب والصدى الطيب لدى المواطنين،مؤكدا في ذات السياق أن النسق والجهد سيتواصل في الأيام القادمة لإنفاذ القانون،و لضمان حق المواطن في الرصيف،ورفع الاخلالات في مجال استغلال الفضاء العام دون وجه حق، وخاصة من قبل التجار والمحلات الخدماتية والمطاعم على كل الطرقات الشعاعية للمدينة وداخل الأحياء.
رقابة و ردع
وأفاد الأستاذ احمد قيدارة أن إدارة التراتيب أعدت برنامجا رقابيا صارما ومفصلا ، سيطبق على الجميع وعلى كل القطاعات،حيث لن يتم اعتماد الجانب الردعي فقط،بل سيتم تشريك القطاع الخاص من المستثمرين من خلال المسؤولية المجتمعية التي تفرض على صاحب إي محل تجاري أو خدماتي أن يساهم في النظافة،على أن البلدية ستطبق القانون على المخالفين والمتعنتين، مبينا أن للبلدية كل الآليات ومطلق الصلاحيات، في اتخاذ الإجراءات الردعية المناسبة.
تنوير شامل
وبخصوص وضعية الحديقة العمومية المعروفة ب” التوتة ” أكد الأستاذ احمد قيدارة المكلف بتسيير شؤون بلدية صفاقس، أن هذا الفضاء يعتبر المتنفس الوحيد للعائلات،وهو يعاني فعلا من عدة نقائص، وفي حالة إهمال رغم ما صرف لأجل تحسينه في السنوات الأخيرة، غير انه مازال لا يستجيب للحاجيات ولطموحات رواده من العائلات والأفراد،وحاجتهم لخدمات محترمة وراقية،مشيرا إلى أن الاعتمادات المرصودة حاليا غير كافية،وان البلدية ستتدخل في الأيام القادمة لإنارة جميع الممرات في هذه الحديقة،والمسلك الصحي،وتنفيذ حملة تنوير شاملة،وإعادة بعض الأرصفة المهترئة،إضافة إلى التنسيق مع الجهات الأمنية لتركيز نقطة أمنية قارة في حديقة ” التوتة ” إلى جانب البحث عن شراكة مع احد المستثمرين لإحياء الحديقة وتهيئتها وتنويع الخدمات فيها.
مسلخ ..وتعطيلات ؟
وبخصوص المسلخ البلدي المشروع المعطل منذ سنوات،أفاد المكلف بتسيير شؤون بلدية صفاقس ل ” شمس الجنوب” أن هذا المشروع قديم ويعرف بالمسلخ الموحد، وهو يقع بقصاص بوثدي أي خارج المدينة،وتشرف عليه شركة رأس مالها تساهم فيه كل بلديات صفاقس،مؤكدا وجود تعطيلات إدارية دامت لسنوات حالت دون إنشائه وتركيزه، وهي تخص التصرف في الفضلات الصادرة المسلخ الموحد، والتي ستفرزها عمليات الذبح،باعتبار إنها تقتضي منظومة تصرف خاصة بها،غير أن للبلدية برنامج آخر لتأهيل المسلخ القديم بتخصيص مبلغ 2.5 مليون دينار، على أن الأشغال ستنطلق سنة 2024 مشيرا إلى وجود برنامج لإحداث نقاط بيئية لتجميع ما يسمى بالفضلات الكبرى، ومن ذلك ما تم تركيزه بجانب المنبت البلدي في طريق المطار،إضافة إلى برنامج للتدخل ويخص حي الزيتونة بمبلغ جملي قدره 250 ألف دينار هدفه تهيئة المناطق الخضراء.
سوق السمك..المهجور
أما بالنسبة للوضعية “المزرية” والخدمات السيئة داخل سوق السمك الواقع بمنطقة باب الجبلي،والذي هجره المستهلكون والحرفاء بسبب غياب الرقابة وتجاوزات التجار في حق المستهلكين، أكد الأستاذ احمد قيدارة أن البلدية أنجزت في الأيام الماضية تدخلا لصيانة قنوات تصريف المياه المستعملة، فيما تنفذ مصالح البلدية عملية مراجعة مدققة للرخص المسندة للباعة،وتجار التفصيل في السوق،مشيرا إلى تركيز نقطة قارة لمصالح الرقابة البلدية الصحية،يؤمنها عونان اثنان تم انتدابهما خصيصا للغرض سنة 2022، مبينا أن عملا مشتركا مع مصالح الإدارة الجهوية للتجارة يتم تنفيذه الآن، لمراقبة آلات الوزن في هذه السوق، بهدف ردع المخالفين من التجار، على أن القانون سيطبق بصرامة ضد المخالفين والعابثين بمصالح المستهلكين،وضد المتهربين من الأداء البلدي، مشيرا في ذات السياق إلى أن فضاء بيع الأسماك بالسوق المركزية قد تمت تهيئتها وتجديده مؤخرا،بقيمة جملية فاقت المليار و 200 مليون.
بناءات قديمة
وبخصوص البناءات القديمة المهملة والمتداعية للسقوط،بين الأستاذ احمد قيدارة، أن البلدية قامت بالتنسيق مع جمعية صيانة المدينة بإحصاء 358 بناية مشمولة بقرارات أشغال وجوبية،وهو رقم يتجاوز كثيرا إمكانات البلدية ،خاصة أن أصحاب هذه العقارات ومالكوها ،ليس لهم استعداد لترميمها وتجديدها،وهو أمر يستوجب تدخل مصالح وزارة التجهيز،من خلال صندوق تحسين المسكن.
مشكل قائم…دون حل
أما بالنسبة للبناية القديمة والمتداعية للسقوط المعروفة بعمارة ” البنك التونسي ” المحاذية لمقر بلدية صفاقس الكبرى، والمجاورة لنزل سياحي مصنف ،وعلى بعد أمتار من بناية محكمة صفاقس 1 وعدد آخر من المحلات التجارية والخدماتية ، فقد أفاد المكلف بتسيير شؤون بلدية صفاقس ،أن هذا المشكل قائم منذ سنوات ، و لم يتم التوصل إلى حل مع مالك البناية القديمة والمهجورة، والتي باتت تهدد سلامة المارة في شوارع المدينة،على أن التوجه قائم نحو النظر في الموضوع مع صاحب العقار وعديد الأطراف الأخرى التي تعد شريكة في اتخاذ القرار و الحل الأنسب والأسرع والأنجع، بشان بداية قديمة باتت تمثل خطرا على محيطها وعلى المارة والعابرين من الشوارع والانهج المحاذية.
مداخل مهملة ؟
وفي حديث عن مداخل المدينة الكبرى من جهة العاصمة تونس وطريق المطار و طريق قابس،التي تعاني الإهمال الشامل، أفاد الأستاذ قيدارة أن طرقات صفاقس مرقمة ،وهي على ملك وزارة التجهيز،وان البلدية على استعداد تام لانجاز تدخلات ميدانية لتجميل مداخل المدينة الرئيسية، خاصة في ما يتعلق بالنظافة والعناية بالمحيط،وإزالة كل المظاهر السلبية،مشيرا إلى أن ميزانية بلدية صفاقس لسنة 2023 تبلغ حوالي 92 مليارا منها استثمارات بحوالي 92 مليون دينار في مشاريع تنموية بين طرقات وإنارة وغيرها..
نزل .. في غابة زيتون
وبخصوص ضيعة الزيتون الواقعة بجهة ” بشكة ” التي تعود ملكيتها إلى البلدية،فقد أفاد المكلف بتسيير شؤون بلدية صفاقس انه تم حفر عدد 2 آبار وتكثيف الغراسات بإضافة 4 آلاف شجرة إلى جانب تخصيص 600 ألف دينار لانجاز إصلاحات في قصر الهناء المعروف بقصر الرئيس الراحل المرحوم الحبيب بورقيبة، مبينا انه سيتم استغلال هذا الفضاء وتحويله إلى نزل سياحي، خاصة انه يقع في غابة زيتون كبرى،وذلك في إطار الشراكة مع القطاع الخاص،كما تم بناء أول محطة فوطوضوئية في هذه الضيعة،ستمكن من تغطية حاجيات عدد 14 منشاة بلدية من التيار الكهربائي باستثمارات ناهزت 1.3 مليون دينار.
تعاون دولي
وأفاد الأستاذ قيدارة أن بلدية صفاقس لها عدة مشاريع في إطار التعاون الدولي اللامركزي، أبرزها مشروع التنقل الحضري الذكي،الذي يتضمن عدة مشاريع من بينها بناء ممرات للدراجات في” الكازينو” فضلا عن توفير 246 مأوى للسيارات و 160 مأوى للدراجات بكلفة جملية قدرها مليارو300 ألف دينار.
مراجعة..ورقابة
أما بخصوص ما يسمى ب ” الباندية ” المستغلين لمأوي السيارات دون رخصة ودون وجه حق، مع ممارسة سلوكات” همجية ” على أصحاب السيارات في شوارع المدينة،فقد ذكر محدثنا أن البلدية وبالتنسيق مع السلط الأمنية بصدد مراجعة كراس الشروط المتعلقة بلزمة المأوي، ومنها وجوبية لباس زي موحد واحترام التعريفة القانونية المقررة من البلدية،وعدم تجاوز الأماكن المحددة،علما أن البلدية ستتولى مراقبة هؤلاء الأعوان بصفة دورية، من قبل فريق متخصص تم تكوينه للغرض ،وذلك للتحري والتدقيق في عمليات الاستغلال لهذه المحطات والماوي.
فضاءات ثقافية
و ذكر قيدارة أن بلدية صفاقس لها برنامج مفصل في مجال النظافة والعناية بالمناطق الخضراء، وقد تم رصد ميزانية إضافية في مشروع ميزانية 2024 لتحسين الخدمات في هذا المجال، مبينا أن الفضاءات المحررة من الانتصاب الفوضوي وأساسا منها ساحة باب القصبة أمام المتحف الجهوي، سيتم استغلالها في إقامة مسابقات رياضية مثل الملاكمة، كما سيتم تحويلها إلى فضاءات ثقافية مفتوحة للجمعيات والمنظمات ،وكذلك المؤسسات التربوية والجامعية، لتقديم أنشطتها وأعمالها الثقافية والفنية.
بطاقة تعريف
الأستاذ احمد قيدارة هو مستشار المصالح العمومية متحصل على ديبلوم المرحلة العليا بالمدرسة الوطنية للإدارة سنة 2006 وقد عمل في إدارة التنمية الاقتصادية في البلدية، وشغل خطة مدير للشؤون المالية ثم مدير عام للشؤون المالية والاقتصادية في بلدية صفاقس،ومنذ 2008 أصبح مكونا لدى مركز التكوين ودعم اللامركزية في اختصاصات متعلقة بالمالية المحلية والديمقراطية التشاركية،وهو متحصل على شهادة ماجستير في المالية سنة 2006 إلى جانب ماجستير في التصرف في المشاريع من فرنسا سنة 2018