جامعة صفاقس تفتتح مجالسها للفكر والابداع وتكرم نخبة من الاعلاميين
من أجل ترسيخ المكانة المركزية للجامعة في محيطها و باعتبـار التعليم العالي ركنـا أساسيا من أركان الدولة العصرية ,المتعلمة القائمة على الفكر المتطور وعلـى المـشاركة المجتمعية وفي إطار الإيمان المتزايد بان الثقافة تلعب دوراً جوهرياً في بناء الانسان وتطوير المجتمع وتقدمه وبلورة الوعي الجماعي ,شرعت جامعة صفاقس في تنظيم مجالس متخصصة في الفكر والإبداع والعلم المتصل بالثقافة والمعرفة وذلك باستضافة مفكرين وفنانين ومبدعين وعلماء وفعاليات ثقافية وطنية وعربية ودولية يشهد لها بالتميز وعلو المقام وفق برنامج دقيق ,تنسق أعماله لجنة متعددة الاختصاصات بالتعاون مع مؤسسات ذات صلة بالعلوم والفنون والثقافة والإعلام
منبر حوار حول الإعلام في ضوء المتغيرات السياسية والاجتماعية
أولى حبات العنقود الابداعي والفكري الجامعي تجسدت في تنظيم منبر حوار بالمسرح البلدي يوم 25 جانفي 2020 تحت عنوان « أي إعلام نريد في ضوء المتغيرات السياسية والاجتماعية ؟ » ,استضافت له جامعة صفاقس ثلة من أبرز الاعلاميين في تونس من بينهم توفيق مجيد و الياس الغربي وسماح مفتاح ومحمد اليوسفي وذلك بحضور والي صفاقس أنيس الوسلاتي ورئيس بلديتها منير اللومي والمندوب الجهوي للثقافة مهذب القرفي وعدد من الجامعيين من طلبة وأساتذة وباحثين وإعلاميين ومهتمين بالشان العام
ناقش المنبر الحواري مجموعة من الموضوعات المتعلقة بواقع الإعلام التونسي وآفاق تطويره في ضوء المتغيرات السياسية والاجتماعية التي تشهدها البلاد والمنطقة والعالم، وما يلقيه ذلك من انعكاسات واضحة تؤثر في مجملها على الرسالة الإعلامية والمبادئ والأخلاقيات والثوابت المهنية المعروفة
كما تطرقت الجلسة إلى أهمية اضطلاع الإعلام بدور إيجابي في خدمة المجتمع عبر مناقشة القضايا التي تهم الناس في إطار من الشفافية والنزاهة والحرية المسؤولة.
وأكد المشاركون في الجلسة على عدد من المسائل التي تهم المشهد الإعلامي التونسي كأهمية تطوير المحتوى والمواد الموضوعة للدراسة من جوانبها الظاهرة والخفية في المؤسسات الاعلامية العمومية والخاصة وكذلك مواكبة ما يشهده القطاع من تطورات مهنية واستعادة الإعلام لدوره في خدمة المجتمع ومناقشة قضاياه وأهمية تطوير المنظومة التشريعية الداعمة لحرية الإبداع
كما تم التأكيد على ضرورة ارساء اعلام وطني حر قادر على احتضان كل الشرائح المجتمعية وتوزعاته الفكرية والسياسية وثوابته وتطلعاته، وأن يكون الاعلام انفتاحيا لا نمطيا يخرج من (الأنا) إلى رحابة (الآخر) بأبعاد مساحية لا حدود لها
وتم كذلك التطرق الى واقع الصحافة المكتوبة واستفادة السلط من وضع الصحف المتردي لتحاول ابتزازها بعد ان أصبحت تصارع من أجل البقاء حيث عملت الحكومات المتعاقبة على تركيع الإعلام بعد رفضه العودة إلى جوقة المطبلين والملمّعين للنظام
معرض وثائقي حول تاريخ الصحافة بصفاقس
تم بالمناسبة تنظيم معرض وثائقي ببهو المسرح البلدي حول تاريخ الصحافة في صفاقس، وذلك بالتنسيق مع المؤرخ الدكتور رضا القلال
وقد نجح منظمو المعرض في ابراز مسارات الصحافة الجهوية ومحطات نهضتها ونضالها عبر فصول التاريخ وعبر نماذج من صحف كانت تصدر في عاصمة الجنوب على غرار ” la dépéche Sfaxienne“وجريدة العصر الجديد 1920 – 1938 وهي أول صحيفة جهوية صدرت باللغة العربية ومجلة مكارم الأخلاق 1936 – 1937 وجريدة صدى الأمة وجريدة الكشكول و جريدة الأنيس اضافة الى الجريدة الناطقة باللغة الفرنسية الأخبار الصفاقسية وجريدة الأنباء الصفاقسية Les nouvelles Sfaxiennes – والحرية 1948 – 1951 التي أسسها الطاهر السماوي ومجلة المعارف 1953 – 1955 للبشير بن أحمد و صحيفتي «شمس الجنوب» – 1980 – ونظيرتها باللغة الفرنسية “la gazette du sud” التي يعود صدورها إلى سنة 1975 لمؤسسهما عميد الصحفيين بصفاقس علي البقلوطي وقد حافظتا على انتظام الصدور منذ النشأة وعلى امتداد أكثر من 40 عاما لتصبحا اليوم رمزا من رموز الذاكرة الثقافية في الجهة
وعلى مستوى الاعلام السمعي نذكر الاذاعة الأولى الخاصة بصفاقس سنة 1935 وهي اذاعة ”أندري كوستا ” التي كانت تبث من منارة السوق المركزي البلدي واستمر بثها الى 1942 وتوقفت في خضم الحرب العالمية الثانية لتعود ثانية الى البث أما اذاعة صفاقس فقد تم بعثها بعد الاستقلال حين عمل عبد العزيز عشيش على بعث اولى الاذاعات الجهوية وكان له ذلك يوم 8 ديسمبر 1961
تكريم ثلة من الاعلاميين
هذا وقد تم بالمناسبة تكريم ثلة من الإعلاميين بجهة صفاقس من بينهم علي البقلوطي والمختار اللواتي ورشيد العيادي ومحمد القبي ورشيد الكراي مدير مكتب الشروق بصفاقس وسامي الكشو مدير مكتب (وات) وزهير بن حمد ونجيبة دربال وراشد شعور
المجالس الفكرية والابداعية متواصلة …
يتواصل البرنامج الثقافي الذي أعدته مجالس الفكر والإبداع صلب جامعة صفاقس إلى غاية شهر جويلية القادم فبعد تنظيم مناظرات ثقافية طلابية اشتملت على مباريات بين مختلف طلبة المؤسسات الجامعية التابعة لجامعة صفاقس يوم 29 جانفي سيكون أحباء الثقافة على موعد مع عدة فعاليات وفق البرنامج التالي :
-مهرجان استخبار « كيدز » يوم 16 فيفري وهي تظاهرة موسيقية خاصة بالأطفال والشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و18 سنة
-ندوة فكرية حول الكتابة النسائية بين القيد والحرية يوم 19 فيفري.
-مؤتمر علمي حول ارتباط المجال الموسيقي بمختلف التطبيقات الإعلامية ودورها في التأليف الموسيقي. يومي 9 و10 مارس 2020 تحت عنوان « التأليف الموسيقي والذكاء الاصطناعي »،
– من 11 إلى 14 مارس مهرجان استخبار للموسيقات
– يوم 3 أفريل تظاهرة تونس وفلسطين تاريخ مشترك حيث سيتم تنظيم مسابقة في الرسم بعنوان « فلسطين بعيون حالمة » وعرض موسيقي للفنان زياد الزواري.
كما سيكون الموعد يوم 22 أفريل مع السينما الطلابية بصفاقس وتقديم عدد من المسرحيات من إنتاج الطلبة إلى جانب عرض بعض الأفلام التونسية.
-يوم 19 ماي منبر حواري حول تاريخ التصوف وتأثيره في المسار الفكري والعقائدي وأثر الموسيقى الصوفية في المجتمع التونسي فضلا عن تقديم عرض حضرة رجال صفاقس وذلك بباب البحر وسط مدينة صفاقس
و يكون الاختتام يوم 24 جويلية بنسمات صيفية وذلك بقرية الشفار ، حيث سيتم تقديم العرض الموسيقي الذي سيتوج بالجائزة الأولى في تظاهرة إبداعات ثقافية طلابية.