تقديم كتاب “زنابق تحت الجليد ” للأستاذ عبد الرزاق السومري وقراءة لعبير غزواني….
لا يمكن وأنت تهم بقراءة “زنابق تحت الجليد” متوقفا عند العنوان الا أن تتمهل وتبحث في ذاكرتك عن ما تحمله من أفكار أولى عن زهرة الزنبق ..خاصة أن الجليد يحيلك مباشرة على موطن الكاتب “عين دراهم “..
سؤال لا يزيدك الا فضولا عن علاقة الشتوي بالربيعي ..
رمزيا الكتاب لم يولد من خيال أجوف يعتمد فقط على شاعرية اللغة الكتاب تراكمات روائية وفنية وفكرية . .
الكتاب رواية تعتمد على أحداث وشخصيات وتطورات اعتمادا على بنية قصصية واساليب سردية متعارف عليها في الأدب الروائي اتخذها وعاء اوليا .
الرواية المعروضة للدرس هي تلك البتلات المتفتحة لزهرة الزبق التي تفرعت وتحررت من السيقان المستقيمة وقد تصور انه بعيد عن كل ما كان يلجمه من رقابة سلطت عليه تكتم كلماته . الرواية هي كل ماتركه الراوي وراءه في غربته …وهي كل ما حمله معه في آن في غربته ..
هي تلك المساحة من الحرية التي تنفسها وشحنت قلمه للكتابة .. هي ما حمله معه من حكايات تشبع بها من موروثه الشعبي وهي ماتركه فيه عشقه للسينما لجعل السرد يأخذ اكثر من بعد وصورة وصوت .. زنابق تحت الجليد …تنسج من قصة “علاوة” وعلاقته مع محيطه رواية كما تنسج بين الكاتب ووطنه علاقة تختزل المسافات ..
السرد لم يكن بالتسلسل الآلي للأحداث ولم يكن بالجفاف الذي يجعلنا شاهدي أحداث .. مع السرد وصف .. وشاعرية تسبر أغوار الشخصيات. introspection وأساليب تعدد الأصوات الروائية polyphonie ..تجعل الكاتب لايقع في فخ الانحياز … ويحافظ على الحياد ليكتفي بكشف بواطن الشخصيات ..
جلسة راقية ورائقة تحدثت في الرواية وفي جزئيات من ذاكرة الكاتب وملابسات عاشها وقراءاته ومرجعياته .. تجعلننا نجد في الكتاب جينات الكاتب وقد ورثها وعيه ولا وعيه …وأكسبها ما تركه فيه الواقع من نضوج ….كما أكسبها ما خلّفه فيه من ندوب …/صور ومقال عبير غزواني