ردّ متواضع على خطابات اليأس والفشل
– لم يفشل الانتقال الدّيمقراطيّ في تونس، لأنّه لم يتوقّف بعودة الاستبداد، أو بحرب أهليّة. إنّه مفتوح، حتّى وإن تعثّر. والموجة الشّعبويّة التي نشهدها الآن ليست دليل فشل، بل دليل تشابه بين التّجربة التونسيّة والدّيمقراطيّات القديمة التي تشهد المحنة نفسها، محنة أزمة التّمثيليّة وصعود التّيّارات الشّعبويّة.
– لم تفشل الحركة النّسويّة في تونس، والدّليل على ذلك تجدّدها واتّساعها، ووجود مدرسة فكريّة منتجة ومتّبعة في العالم العربيّ وخارجه. توجد المئات من النّسويات اللّواتي يناضلن يوميّا، وتصدّين ويتصدّين دائما إلى محاولات النّكوص. وتوجد العشرات ممّن لهنّ إنتاج فكريّ معترف به إقليميّا ودوليّا.
– العنف ضدّ النّساء موجود في كلّ بلدان العالم. والمغتصبون والقتلة موجودون في كلّ البلدان. وفي تونس يوجد قانون رائد هو القانون الأساسي عدد 58 لسنة 2017 مؤرخ في 11 أوت 2017 ويتعلق بالقضاء على العنف ضد المرأة. يجب على الدّولة أن تطبّقه ويجب إسناده بالنّصوص التّطبيقيّة الضّروريّة. لكن صدور هذا القانون هو في حدّ ذاته نجاح للحركة النسويّة والحقوقيّة.
– في البلاد إبداع ثقافيّ خلاّق يستفيد من مناخ الحرّيّة، وفي البلاد قوى مدنيّة حيّة، ومؤسّسات تشتغل بشكل جيّد، وبضعة إصلاحات هنا وهناك لا يراها الإعلام ولا يعي بها الكثيرون، والأفضل أن تبقى كذلك غير مرئيّة.
– ضعف الدّولة وتعطّل الإنتاج هو الفراغ النّاتج عن تناقضات منظومة سياسية جديدة وانتهاء نموذج اقتصاديّ وعدم تبلور منظومة جديدة ونموذج اقتصاديّ آخر. الفترة صعبة، ولكنّها لا تجعلنا نطلق صيحات النّهاية.
اليأس لاأخلاقيّ. لنعمل جميعا، بتواضع، وكلاّ من موقعه، من أجل أن يتحدّد المستقبل ويكون، إلى حدّ ما على الأقلّ، أفضل من 65 سنة من الاستبداد، و10 سنوات من الانتقال الدّيمقراطيّ، المتعثّر، ضرورة.
بقلم
رجاء بن سلامة