مدنين / رمضان الأمس واليوم … عادات صامدة … وعادات انقرضت
يستعدّ سكان مدينة مدنين كل سنة كما هو حال كل التونسيين استعدادات خاصة لشهر رمضان …تحضيرات تجعلهم يصومون بطمأننة وراحة غير أن هذا الأمر شهد تغييرات في السنوات الأخيرة فانقرض بعضها وصمد البعض الآخر وحلّت عادات جديدة تماشيا مع متطلبات العصر حسب ما اكده عبد العزيز لغزال كاتب و رجل الثقافة منذ عقود للاعلامي ميمون التونسي .
محدثنا بدا مع ما صمد منها وتحدّى التغييرات والظروف المستحدثة فقدج ظلت مدينة مدنين محافظة على قيم التآزر والتعاون وإكرام ابن السبيل فقديما كانت موائد الإفطار تنصب حول مقام الوليّ الصالح سيدي علي بن عبيد أو بالفنادق جمع فندق بتثليث القاف .. هذه الفنادق كان يقيم بها القاصدون الشرق أو القادمون منه … أما الآن فإن مائدة الإفطار الأكثر شهرة فهي تلك التيج تقام كل سنة أمام الجامع الكبير ( جامع الحمايدة ) ..
أما العادة الثانية والتي ظلّ سكان المدينة محافظين عليها فهي تحضير الشربة والبسيسة والبهارات واقتناء مستلزمات الطبخ الجديدة …
لكن الكثير من العادات اندثرت واكتفى الاستاذ عبد العزيز لغزال بذكر بعضها :
– تبييض المنازل وتزويق الأبواب والنوافذ وجلي الأواني النحاسية عند الحدادين ..
– لعب الورق على الحصر في المقاهي التاريخية للمدينة كمقهى الديوري ومقهى الفافي ومقهى الصويعي ومقهى غربوز ومقهى الصادق كسيكسي كان الرهان بسيطا لكن الحماس كان كبيرا رهان يتمثّل في ربح علبة حلقوم أو شاميّة أو حارة غريبة …
؟بيع الخبز السخون بأنواعه في ساحة السوق قبل حلول موعد الإفطار : خبز القمح وخبز الشعير وخبز الأرباع وفي نفس الساحة تباع كذلك الغريبة غريبة الفرينة وغريبة الدرع وغريبة الحمص كانت في شكل كأس الشاي الطرابلسي ..
وأخيرا وبحسب محدثنا فإنّ التزاور بين العائلات خلال الشهر الكريم قد انقرض تقريبا لعدّة أسباب منها ما يتعلّق بدراسة الأبناء وعمل الأبوين والرامج التلفزيّة المغرية …
هذه بسطة موجزة حول شهر رمضان بين الأمس واليوم وبين عادات اندثرت وأخرى استحدثت تلك هي سنن الحياة وتطور المجتمعات …