شعر / قصيدة لأمين ادريس
صرت أشتاق بعمقٍ
وببطئٍ أُبدِلُ الخُطى
وأرتاد المتاحف والحلقاتِ
وأعتاد السخافة حِلمًا
وأخفي همومي ولؤمي وشؤمي
وأظهر ضعفي تجاه المآسي
وأبدي الحنين صباحا وظهرًا
فهل أنّني الآن حقّا كبرتْ؟!
صرتُ أشرسَ صوب اِعتقادي
ألمَحُ سرَّ الملامِحِ سِرًّا
أعشق سِحرَ المفاتنِ فكرًا
أَكْتُبُ
أشربُ ماءَ المُتونْ..
وحتى إذا ما سمعتُ ارتدادًا
…وصَمتًا
طربتُ لِوقعِ ارتدادِ السُّكونْ
فهل يا ترى -ويح نفسي- كبرتْ؟!
علمتُ أخيرا بأنّي غريرٌ
وأنّ المدائِنَ فكرٌ وفنٌّ
وأنّ الأماكِنَ كسبٌ رهينٌ
يُميطُ عليه الرّهانَ سَدادٌ
ويفنى السَّدادُ ولو بعد حينْ..
علمتُ بأنَّ التّجاهلَ مَيْلٌ
وأنّ النِّكاية خِسرٌ عظيمٌ
وأنّ السّريرَةَ دَيْنٌ وَدِينْ..
علمتُ وأكثرَ علمِيَ جهلٌ
بأنّ العليمَ شقيّ مَكينٌ
إذا هام في النّاسِ مثل المَكينْ
أقلّبُ هيئات نفسي شريدًا
وأرحلُ عنّي!
أنا الآن عن ذاتِ أمسي غريبْ..
تراهُ الزّمانُ وفي كلّ آنٍ جديدٌ
وأمّا جديدُهُ أنّي كبرتُ!
وأنّيَ رغم اِزْوِرارِ الخُطى
سأحيا كطفلٍ شقيٍ، عصيٍٍ
جليٍّ جلاء الرُّؤى والظّنونْ
أكذّبُ أعمارَ حِقدِ المرايا
وأُحْيي نبوغِ الصِّبا والجنونْ
****
أمين ادريس
المتون: متن الكتاب، الأصل الذي يُشرح وتضاف إليه الحواشي.
مَكين: ذو منزلة ورفعة شأن.