صحاب السعود… (في الحكومة)
ممّا رويناه عن أجدادنا هذا المثل الشعبي : (صحاب السعود الرياح تحطب لهم)…
ذاك المثل، فهل هو صحيح ؟ سألت فقيل لي : صحيح مائة في المائة وهاهو الدليل الحي في هشام المشيشي…قالوا : هذا الرجل كيف وصل لرئاسة الحكومة ؟ كان طالبا من طلبة الأستاذ الرئيس قيس سعيد…ويقال : انه كان جارا للسيدة الأولى (عكاشة) في قصر قرطاج لذلك اختارته واقترحت على الرئيس تعيينه المستشار الأول لدى رئيس الجمهورية مكلفا بالشؤون القانونية – ومن هنا دخل القصر – وصاحب القصر اختاره ورشحه ليكون وزيرا للداخلية في حكومة الفخفاخ…وحكومة الفخفاخ اتّهم صاحبها ورئيسها بتهمة تضارب المصالح فأقيلت، وهذه الإقالة أوجدت في السلطة التنفيذية فراغا يجب أن يعمّر…فمن يعمره ؟ جاء السعد فهبت الرياح على هشام المشيشي، فاتفقت كلمة نادية عكاشة (الجاره) وقيس سعيد (الأستاذ) على هشام المشيشي ليكون رئيسا للحكومة التونسية…وجرت العادة أن ترشح الأحزاب للحكومة مرشحا لكن الرياح جعلتها تختلف ورياح الأحزاب تتفق في أغلبها على تزكيته ورياح الكورونا والفساد الاقتصادي والاجتماعي فرضت على الشعب المناداة بتعجيل الإعلان عن حكومة تونسية…ما قولكم أيّها القراء الكرام ؟ هل تصدّقون اذا قيل لكم : ان هشام المشيشي واحد من أصحاب السعود اللي الرياح تحطب لهم ؟
أليس الرجل صاحب كفاءات علمية فهو متحصل على الأستاذية في الحقوق والعلوم السياسية، وعلى شهادة ختم الدراسات بالمدرسة الوطنية للإدارة وعلى الماجستير في الادارة العامة من ستراسبُورغ ؟
أليس الرجل صاحب تجارب وخبرة ؟ فقد كان رئيس ديوان بوزارات المرأة، والنقل، والصحة، والشؤون الاجتماعية كما شغل خطة مدير عام للوكالة الوطنية للوقاية الصحية وعمل خبيرا باللجنة الوطنية لمكافحة الفساد ؟
هذا الرجل، هذا رئيس الحكومة التونسية الثامنة في عشر سنوات من عمر الثورة هل يمكن أن ينجح ويحقق للشعب التونسي بعض آماله التي طال صبره وهو ينتظر تحقيقها من حكومة بعد حكومة ؟
هذا الرجل هل ينجح وهو يؤلف حكومة من مستقلين إداريين ليس له ولا لهم سند من حزب كبير أو صغير. هل تسلم سفينته من رياح وعواصف الأحزاب والمنظمات ؟ هل يسلم من تجار السياسة والنيابة في مجلس نواب الشعب ؟ هل يسلم من ذبح وجرح وسلخ الاعلاميين ؟
هذا الرجل هشام المشيشي، هل يلقى الرضا والتبريك من رئيس القصر سعيد والرضا والتبريك من السيدة الأولى في القصر (نادية عكاشة) والرضا والتبريك من الشعب الذي لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب ؟ أم ستهب عليه الرياح والعواصف بعد شهور ويطير هو ومن معه ؟ (أعطني عقلك)
قالوا : الحكومة الصالحة هي التي يتكلم فيها القانون لا رجل القانون وان كان أستاذا في القانون