المهرجان الدولي للتمور بقبلي – فيفري 2024 … الدورة 39 خارج الموسم …. برنامج لا يتجدد … لماذا والى متى ؟
شمس الجنوب – تونس- بقلم: الحبيب بن دبابيس- خاص.
علمت ” شمس الجنوب ” أن جمعية المهرجان الدولي للتمور بقبلي تستعد لإقامة الدورة 39 للمهرجان خلال الأسبوع الثاني من شهر فيفري 2024 بإعادة العروض المحلية والمعرض والفقرات التي قدمت في اغلب الدورات السابقة و سبق عرضها نهاية شهر ديسمبر 2023 في مهرجان الصحراء بدوز.
برنامج مكرر
وذكرت مصادرنا أن الدورة 39 لن تعرف تجديدا في فقراتها وتطويرا وإضافة فهي لن تخرج عن المعرض التجاري للملابس والفخار والصناعات التقليدية المحلية لحرفيات الجهة،إضافة إلى مسابقات للشطرنج والدراجات والعاب فروسية وفقرات للأطفال، وعرض عرس الجنوب وآخر للسحار، إلى جانب فرق ماجورات و”كاليس” وعرض أكلات شعبية محلية،وزيارات للواحة القديمة ،وعرض مسرحي في دار الثقافة ابن الهيثم،ومعرض مستخرجات النخيل ومصنوعات الجريد، ومسابقات “الياناصيب ” وورشة للرماية وأخرى لركوب الخيل والإبل ، وسهرات شعرية وفقرات أخرى محلية لا علاقة لها بمهرجان دولي يخصص للتمور في فترة زمنية ( شهر فيفري ) انتهى فيها موسم الجني و التسويق وتعرض فيه تمور تم جمعها سنة 2023 ووضع اغلب منتوج غابة النخيل في محلات التبريد،….وهو البرنامج الذي يكاد يتكرر في كل دورة للمهرجان دون اجتهاد أو بحث عن الإضافة والتغيير والتجديد رغم ما تزخر به ولاية قبلي من كفاءات ومثقفين وجامعيين وكتاب وشعراء وناشطين في المجتمع المدني، للنهوض بالمهرجان وإخراجه من دائرة الرتابة والرداءة التي سقط فيها في السنوات الماضية، وخاصة في الدورة 38 التي أقيمت من 9 إلى 12 فيفري 2023
فوضى الافتتاح
ولم ينس جمهور المهرجان إلى اليوم ما حدث من فوضى ، سادت سهرة افتتاح المهرجان الدولي للتمور بقبلي في دورته 38 التي أحياها مغني الراب ” سامارا ” مساء الخميس 9 فيفري 2023 في إحدى الفضاءات الثقافية، وذلك بسبب اقتحام الجمهور لركح العرض الموسيقي ،وهو ما دفع بمغني الراب إلى إيقاف الحفل والفرار من على الركح، وهي فضيحة تنظيمية لا يمكن أن تحصل حتى في مهرجان محلي ، حيث توقف الحفل يومها بسبب صعود عدد من الشبان الذين تفاعلوا مع كلمات الأغاني، للفنان ” سامارا ” و بسبب غياب الرقابة على محيط الركح، ونقص الحواجز الحديدية وعجز المنظمين وإدارة المهرجان على السيطرة على الحضور وحماية الركح من أي فوضى قد تحصل ،رغم الاستعدادات المسبقة وجهود أعوان الأمن والحرس الوطني، لضمان سير الحفل وحماية الفنان من أي أعمال وسلوكات قد توقف سهرة افتتاح لمهرجان دولي عمره 38 عاما، وهو ما يطرح عديد التساؤلات حول تركيبة الهيئة المنظمة للمهرجان وتجربتهم في المجال ومدى تعاونهم و التزامهم بتعليمات المسؤولين الأمنيين وأعوان الحماية المدنية،إضافة إلى حرص والي الجهة على حسن تنظيم المهرجان وتامين رواد السهرات، ومتابعي فقرات المهرجان القادمين من كل الولايات و من جهة نفزاوة.
تراجع غريب
مهرجان التمور بقبلي ورغم صبغته الدولية التي تكاد تنحصر في مشاركة فرق فنون شعبية من ليبيا والجزائر ،فانه بات يشهد تراجعا غريبا في برمجته حيث يقام في غير موعده الرئيسي وخارج موسم جني التمور مثل مهرجانات التمور في مصر والأردن والعراق و السعودية التي تقام شهر نوفمبر من كل عام ،ما يطرح السؤال التالي : لماذا يقام مهرجان التموربقبلي خارج الموسم الفلاحي ؟ والى متى ؟ ولماذا لا يتم تقديمه إلى شهر نوفمبر من كل عام ؟ وهو موعد انطلاق موسم الجني للتمور وتسويقها، وتجديد الفقرات والانفتاح على مشاركات دولية أخرى من المغرب و الإمارات و فلسطين و لبنان و الأردن ومصر و السعودية واليمن وعمان ودول المتوسط ،لإضفاء الصبغة الدولية وكذلك السياحية على المهرجان والتسويق للتمور التونسية في عديد الدول .
تعاون ؟
المهرجان الدولي للتمور بقبلي بات بحاجة أكيدة أيضا إلى الانفتاح على الإعلام التونسي والدولي، المرئي منه والمكتوب والرقمي ،خلافا للدورة السابقة التي تعمد – قبلها وأثناءها- مدير المهرجان والمدير الفني للمهرجان و الملحق الصحفي وكذلك مندوب الثقافة – آنذاك – حجب المعلومة وإخفاء البرمجة إلى غاية يوم الافتتاح ودون تنظيم ندوة صحفية،في حركة غريبة وعمل لا يفعله إلا الهواة، ومن لا علاقة له بتنظيم المهرجانات،فالإعلام شريك في نجاح أي مهرجان ومن حق الصحفيين الحصول على المعلومة من مصادرها بالسرعة المطلوبة بدلا من حجبها والتعلل بقلة التجربة وعدم جاهزية البرنامج النهائي.
تطلعات بالجملة
هذا ويتطلع تجار التمور ومنتجوها وجمهور المهرجان و الكتاب والشعراء والمثقفون في الجهة ومكونات المجتمع المدني في جهة نفزاوة وأهالي قبلي وفلاحوها ورجال أعمالها ، أن تشهد الدورة 39 التي ستقام بداية شهر فيفري برمجة مختلفة عن سابقاتها وتنظيم سهرات فنية لعديد الفنانين التونسيين مثل لطفي بوشناق وزياد غرسة ورؤوف ماهر و محمد الجبالي ويسرى محنوش وسمير لوصيف، و حضور فرق فنية من ليبيا والمغرب والجزائر،والقطع نهائيا مع الفقرات القارة التي لم تتغير منذ الدورة الأولى،وإبعاد من لا يقدر على التنفيذ للبرمجة و جلب مزيد المستشهرين و القوافل السياحية نحو جهة نفزاوة ، بالإضافة إلى حسن التعامل مع الصحفيين ورجال الإعلام للقيام بأعمالهم و انجاز مهامهم قبل الدورة وأثنائها، بما يعيد للمهرجان الدولي للتمور بقبلي سنة 2024 إشعاعه الدولي والوطني،ويعيد البريق لجهة نفزاوة عامة وهي المنطقة السياحية التي تراجع الإقبال عليها، بسبب تراجع المهرجان وعدم التسويق له بالاعتماد على وسائل الإعلام وعلى تطوير البرنامج والفعاليات،وعدم إدخال ديناميكية وروح جديدة داخل الهيئة المنظمة له …فهل يتدخل والي الجهة وقبل فوات الأوان، لإعادة المهرجان إلى ما كان عليه من إشعاع و نجاحات ومهام ثقافية وتنموية، ويغير في برمجته وموعده السنوي ؟.