مدنين / الجمعة 29 ديسمبر 2023 انطلاق الدورة الثانية لمهرجان ارتو للموتودرام والاعلامي ميمون التونسي يلتقي بمنسق الملتقى الحبيب العدواني
يعيش فضاء ارتو الثقافي بمدنين علي وقع الدورة الثانية من مهرجان ارتو للمونودرام ايام 29 و 30 و 31 ديسمبر 2023 تحت ادارة الاستاذ رمزي محمدي بمقره الكائن بنهج السلام.
مهرجان المونودرام و بعد نجاح الدورة الأولى في ديسمبر الماضي يجعل التحدي صعبا في هذه الدورة بعد تسجيل ثمانية أعمال من مختلف الولايات على غرار مدنين نجد نابل و يمثلها المخرج صابر الهميسي طبرقة يمثلها نوار الضويوي صفاقس ياسين بن علي و تونس الكبرى يمثلها المخرج نصر الدين حجاج.
المسرح الصغير بمدنين يدخل هذه المسابقة بثلاثة أعمال و ثلاثة ممثلين شبان اشرف عاشور سمر الجابري و سيف التومي و يؤطرهم اخراجيا الفنان المسرحي كريم للخرشوفي إضافة إلى إنتاج ذاتي للفضاء نص حامد محضاوي و إخراج حبيب العدواني أداء الممثلة امل عدالي تحت مسمى تاء التأنيث.
لم يقتصر المهرجان على هذا فحسب بل خصص تربصا لفن الممثل يديره الاكاديمي و المخرج المسرحي منجي اللملومي طيلة ايام المهرجان.
و يقيم الأعمال فنيا كل من ضو حمزة ضو خلف الله و حسني الحمودي و منجي اللملومي.
و خصصت الدورة في الافتتاح فقرة باسم معرض بريبري و هي فقرة لمحبي الأزياء و فقرة اخرى للفنان شوقي الصليعي لعرض لوحاته الفنية.
الاعلامي ميمون التونسي التقى بالمناسبة بمنسق المهرجان وصاحب الفضاء الحبيب العدواني فكان هذا الحوار … مهرجان ارتو للمونودرام
– كيف بدأت الفكرة ؟
عندما اسسنا فضاء ارتو الثقافي كان من ضمن برامجه ان نعتمد على التظاهرات الثقافية فالنوادي و العروض والانتاجات لا تسد حاجيات الشعب المتعطش للمسرح ثمة شباب يود المشاركة في عروض ذات صبغة تنافسية.. و بما ان الفضاء ينضم لفئة فضاءات مسرح الجيب فقرننا ان نبعث بمهرجان للمونودرام للهواة حتى يتسنى للشباب المشاركة.
من برامج فضاء ارتو المهرجانية أيضا مهرجان ارتو للفرجة الذي يقام في شهر افريل – ماي من كل سنة لكن المونودرام يعتمد بالأساس على الفن الرابع.
– ما الفرق بين المونودرام و المونولوغ و الوان مان شو ؟
الوان مان شو هي عروض فرجوية تعتمد على البهرج و الإضاءة و ترتكز على ابهار المتلقي بالزخم الكبير للسينوغرافيا و عادة ما تكون عروض يستهلكها الجمهور دون أي تفكير او مشاركة.. هي نتاج ماكينة القنوات التلفزية و النكت الشعبية و تميل دوما إلى الاضحاك و المتعة.
اما المونودرام فهو عرض يعتمد بالأساس على تقمص الممثل لأكثر من شخصية و تكون فيها الحبكة قائمة على بنية مسرحية كلاسيكية “عادة” الا اذا اعتمد فيها المخرج على الخروج من هذا الرواق و اختار ابعادا اخرى للعرض كاللعب مع الجمهور و التفاعل معه و كسر الجدار الرابع و يمكن للممثل ان يجسد هذا المونودرام في أماكن عدة كالشارع و غيرها.. فالمونودرام مسرحي بالأساس اي يقوم على تفاعلات الممثل لا سلطة الجمهور عكس الوان مان شو..
أما المونولوغ فهي طرادة و زمنيا تكون اقصر من الجنسين الذين ذكرناهما، المونولوغ مناجاة الممثل لشخص او لموضوع في فترة زمنية قصيرة ولكن يرتكز بالأساس على حالة الشخصية لا الحبكة ككل فهي فصل او مشهد واحد لا غير على عكس المونودرام الذي يمكن أن يكون عرضا متاكملا.
– ماذا عن إقبال الجمهور على هذا النوع المسرحي؟
عادة ما يحب الجمهور الأجناس المسرحية التي تعتمد على الصورة الا ان الفضاءات الثقافية الخاصة و المهرجانات الجهوية و مهرجانات المونودرام في تونس ككل اصبحت تشكل جمهورا يواكب هذا النوع المسرحي بل و عادة تجده بعد العروض مقبلا على المشاركة في الدورة التي تليها كممثل … فهو على غرار القيمة الابداعية له بعد استقطابي كبير يجعل من هذا النوع مصدرا للفرجة و الاستلهام.
– لو نتحدث عن الدورة الثانية للمهرجان؟
هي دورة استثنائية فهي تحتوي على تسعة عروض خمسة منها من خارج الولاية على عكس الدورة السابقة التي استقطبت عرضين فقط و نال عرض “بيّة ” من نابل الجائزة الأولى.
هذه الدورة نشهد مشاركة انثوية كبيرة بنصف العروض و هذا مكسب كبير للمهرجان و الجهة و الفضاء عموما.
شيماء الخميري خريجة المعهد العالي للفن المسرحي و المشاركة بمونودرام “عطش” في مهرجان خارج حدود الوطن و تحديدا بمصر سوف تكون حاضرة بيننا لتوثث عرضا على هامش المسابقة إضافة إلى منال الرياحي “بعرض خرّف” رفقة المخرج الشاب نصر الدين حجاج..
الفنانة المسرحية قمر الخميري بعرض عنوانه ” احمر شفاه ” إخراج الفنان نوار الضويوي.
امل عدالي الممثلة الصاعدة بانتاج لفضاء ارتو بعنوان ” تاء التانيث ” نص الكاتب و الفنان حامد محضاوي و المخرج حبيب العدواني.
سمر الجابري الفنانة المسرحية القلب النابض للمسرح الصغير سوف تكون حاضرة بعمل تحت عنوان كيت يرافقها اخراجيا الأستاذ و المخرج كريم خرشوفي الذي قدم للمسابقة الرسمية ثلاثة أعمال كلها انتاجات المسرح الصغير مع الممثل اشرف عاشور بعرض ت ت +18 والممثل سيف التومي بعرض “حكاية”.
دون أن ننسى صائد الجوائز المخرج المسرحي صابر الهميسي الذي حضر عملا بعنوان “تجربة فاشلة” يقدمه الممثل طه السويسي و صديقي المبدع ياسين بن علي بعمل سماه “خطوة قبل الخطوة الاولى” .
– و ماذا عن التقييم ؟
خصص المهرجان لجنة تحكيم كلهم من أصحاب الاختصاص على غرار الأستاذ منجي اللملومي و هو استاذ مسرحي و مشرف على المختبر المسرحي بقربة ، حسني الحمودي و هو سينمائي و قيدوم المسرح في مدنين كذلك الأستاذ و الفنان و الممثل المحترف ضو حمزة وخلف الله صاحب فضاء تيناس الثقافي.
– ماذا عن مستقبل المهرجان و ارتو؟
المهرجان يكبر خطوة بخطوة بفضل جهود الجميع و في الدورات القادمة سوف نسعى ان يكون دوليا يستقطب كل فناني الوطن العربي و حتى الغربي لما لا؟ .
اما عن ارتو فهو باق مدام ثمة شباب حالم و مشروع حقيقي يبتعد عن الفلكلور و الزيف و يحافظ على الهوية المسرحية التي أثارها انطونان ارتو كثيرا في بحثه عن ماهية المسرح.