المدير الجهوي للصحة بصفاقس – بوادر إيجابية لاحتواء فيروس كورونا في الجهة والاحتياط واجب

واجه الأطباء والممرضون في تونس فيروس “كورونا” المستجد (كوفيد-19)، في الخط الأول هدفهم الأسمى إنقاذ البلاد من تفشي الوباء فعملوا لساعات طويلة ، شاقة ومضنية، سواء في المراكز الاستشفائية او على متن سيارات الاسعاف وفي مراكز التحليل المعتمدة لتتبع الفيروس المستجد وملاحقته وها هم بعد شهرين ونصف تقريبا من العمل المضني يعيشون أولى بوادر النصر بانحسار أعداد الاصابات والوفيات وتزايد حالات الشفاء
من أجل التعرف على الوضعية الوبائية في ولاية صفاقس والمجهود المبذول لمقاومة الفيروس والخطة المعتمدة سواء على المستوى الجهوي أو المحلي وما اعترضها من صعوبات خلال الأيام الأولى أجرينا حوارا مع المدير الجهوي للصحة علي العيادي ,أكد من خلاله أن تركيز أي خطة علاجية صحية جديدة يتطلب وضع تصور وتخطيط وكذلك وفي نفس الوقت القيام بالتعديلات اللازمة عند التطبيق وعند بروز أي نقص أو خلل
و بمناسبة تركيز مسالك الكوفيد بصفاقس تكونت خلية أزمة وبالتشاور مع اللجنة الطبية في كل مستشفى تمت دراسة المسلك وتبيانه واعلام المواطنين بخاصياته ومقتضياته كما تم في وقت وجيز تفادي كل النقائص التي برزت والتي فرضها الواقع خاصة وأن مسلك الكوفيد 19 بمدينة صفاقس أنجز بين مستشفيين عكس ما هو هو موجود في مناطق أخرى
وبين ان الجهة لم تشهد حالة وبائية كبيرة حيث لم يكن عدد الاصابات مرتفعا وقد تم منذ البداية التكفل بالحالات المستوردة والتقصي بطريقة علمية ناجعة للحد من امكانيات العدوى الأفقية من خلال الاتصالات الاجتماعية للمصاب قبل خضوعه للحجر الصحي بالزام الجميع بالحجر الذاتي وقد تمكنا بهذه الطريقة من السيطرة على الوضع في ولاية تضم أكثر من مليون ساكن
ومن ناحية عدد الوفيات الناتجة عن كورونا أفاد المدير الجهوي للصحة بأن هذا الفيروس تسبب بصفة مباشرة في وفاة شخصين فقط أما البقية ( 3 حالات وفاة ) فقد كانوا يعانون من أمراض مزمنة حتى أن بعضهم توفي بالغاز وعند اجراء التحاليل تبين أنه كان حاملا للفيروس ولا يمكن والحال كذلك الجزم بأن الكوفيد 19 تسبب في وفاته
وأكد محدثنا أن تحاليل الكوفيد كانت تنجز كذلك عقب كل وفاة تسجل في صفاقس عكس بقية الجهات التي لا تخضع جثة المتوفى للتحليل الا في صورة تأكد اصابة صاحبها من خلال العلامات المسجلة والمعروفة لدى الجميع بما جعل عدد الوفيات يبدو في البداية مرتفعا في صفاقس
وبخصوص مركز كورونا أكد محدثنا أنه وعند كتابة هذه الأسطر أصبح لا يضم سوى مريضين خضعا مؤخرا الى تحليل كانت نتيجته سلبية وهو على وشك المغادرة اذا كانت نتيجة التحليل الثاني مماثلة
وقال محدثنا ان خلو ولاية صفاقس من تسجيل أية اصابة جديدة بالفيروس وفق التحاليل المخبرية منذ عدة أيام وحتى بموجب ما هو ملموس على المستوى الاجتماعي والأسري بعدم ملاحظة وجود أعراض اصابات يؤكد أن الاجراءات والخطة التي تم اتخاذها كانت موفقة وناجحة خاصة وأن عدد حالات الشفاء تتضاعف تدريجيا
ودعا المدير الجهوي للصحة المواطنين الى احترام التراتيب المعمول بها في فترة الحجر الصحي الموجه بخصوص التباعد الجسدي وارتداء الكمامة وغيرها من القواعد الصحية الى غاية الاعلان عن تحصين بلادنا من الفيروس المستجد وحتى لا يتم تسجيل اية انتكاسة لا قدر الله
وأفاد محدثنا بأن السلط المعنية ستواصل وضع المواطنين القادمين من الخارج على غرار ليبيا في الحجر الصحي الاجباري في مراكز ايواء مخصص للغرض تحت المراقبة الطبية والمتابعة وبتوفير وسائل حفظ الصحة ويتم الاتصال بهم يوميا لتحديد حالتهم الصحية وعند الخروج يخضعون للفحص وتسلم لهم شهادة في استكمال الحجر الصحي
وأبرز المدير الجهوي للصحة أن اجراءات الحجر الصحي الاجباري طبقت كذلك ومنذ بضعة أيام على مجموعة من المهاجرين غير الشرعيين حيث تم التكفل بهم في مراكز ايواء بعد أن تم فحصهم
ويتم في صفاقس وفق المدير الجهوي للصحة تتبع الحالات الايجابية التي لا تظهر عليها أعراض في مركز ايواء خاص مع توفير المتابعة الصحية الجيدة والجدية
ولخص المدير الجهوي للصحة الوضع الصحي في الجهة بالقول ” تؤكد كل المؤشرات اذا الى وجود بوادر إيجابية في ولاية صفاقس وتونس عامة لاحتواء فيروس كورونا المستجد ،بتسجيل تراجع ملحوظ في عدد الإصابات والوفيات وارتفاع عدد المتماثلين للشفاء سواء أولئك الذين أقاموا في المستشفيات العمومية أو الذين خضعوا إلى إجراء الحجر الصحي لكن الحذر واجب من عودة العدوى إذا لم يتقيد المواطنون بإجراءات الوقاية خلال الحجر الصحي الموجه باعتبار المرض معد ولا يمكن توقع موعد عودته
Yes! Finally something about best.