محطّة باب الجبلي بصفاقس
هي ليست بمحطّة فقط هي مركز اللقاء لجميع متساكني المدينة …كلّ الثنايا والطرق من سيدي منصور الى طريق قابس توّدّي لهذه المحطّة كان أغلب سكّان مدينة صفاقس يعتمدون في قضاء جميع مستلزماتهم اليومية والموسمية من أسواق المدينة العتيقة وقبل ظهور السيارات كانت الحافلة أو الدراجة والعربات المجرورة الوسائل المتاحة للتنقّل من أطراف المدينة الى باب الجبلي ..
كثيرا ما كانت مثل هذه العبارات تردّد على مسامعنا ” مروّح نقضي من البلاد ” مروّح نشري مرقة ” مروّح نقضي دبش العيد ” مروّح للخيّاط ” مروحين ناخذوا قصّة قماش ” مروّجين تاخذوا جهاز العروسة “”يكفي أن تذكر كلمة مروّح لتدرك أنّ مرورك يكون عبر هذه المحطّة …
المحطّة كانت تلعب دورا إعلاميا لدى عموم السكّان حيث سريعا ما تتبادل المعلومات والأخبار ببقيّة المناطق حول مختلف الحوادث وما يجري بها وكانت نقطة لقاء الأهالي والأصدقاء والأحبّاء …
من أجمل ذكريات هذه المحطّة أنّ أغلب سكّان مدينة صفاقس وخاصّة الرجال يقومون بتعديل عقارب ساعاتهم على تلك الساعة الكبرى المنتصبة في المحطّة ولا مجال للنقاش ” منقالتي معدّلة على منقالة باب الجبلي “
كانت ” البوسطة ” في باب الجبلي تقوم بنقل بعض التجهيزات الكبرى والأكياس للحرفاء ويقع جمعها فوق الحافلة كما كانت حافلات طريق سيدي منصور تؤمّن نقل منتوج الأسماك من هذا الشاطئ الى سوق الحوت بباب الجبلي .
كلّ الحرفاء تريطهم علاقة متينة بسائق الحافلة وعون الاستخلاص وغالبا ما يدرك هذا السائق محطّة كلّ حريف ولا فائدة في تذكيره
ادارة الفريق بالمحطّة خلّية نحل تعمل على مدار الساعة ومراقب المحطّة ميدانيا يشرف على سير الحفلات والاذن بالخروج أو توفير سفرة اضافية .
محطّة كانت تجمع كلّ سكّان مدينة صفاقس لعبت دورا أساسيا في الحياة اليومية على امتداد عقودا من الزمن آخر السفرات تكون الساعة الثامنة ليلا حيث يخيّم عليها الهدوء لتعود انطلاقا من الرابعة صباحا في أوّل سفرة لكلّ ” ثنية “