صفاقس المنكوبة إلى أين وإلى متى؟
أكداس من الفضلات، حرائق خانقة وقاتلة، نتيجة العجز واللامبالاة من حكومة فاشلة، ودولة منهارة وغائبة أيقظت نعرة العروشية وتركت أبناء الجهة الموحدة تتناحر بينها لأول مرة في تاريخنا المعاصر للبحث عن مكان يستقبل فضلاتها.
ما يجعلنا نتساءل عن صمت رئيس الدولة أمام هذه الكارثة، وهو الذي كتب الدستور وضمن فيه حق المواطن في بيئة سليمة، وهو المؤهل الوحيد في النظام الديمقراطي لاستعمال كل الوسائل المتاحة والتي يسمح بها القانون لتنفيذ ما تتخذه الدولة من قرارات على ظهر الواقع.
لماذا يتجاهل رئيس الدولة هذه الكارثة؟ ولماذا لم يفعّل صلاحياته، ويفرض على الجميع، مكان لتجميع الفضلات، الذي تفرضه الدراسات والمتفق عليه من أغلبية السكان حتّى ولو أدى ذلك إلى اتخاذ الإجراءات القصوى فيما يخوله القانون في نظام ديمقراطي، لأن الكلمة الأخيرة يجب أن ترجع إلى الدولة، والدولة وحدها مهما كانت الظروف؟ أين الجرأة إذن في تحمل المسؤولية الأولى للدولة؟ ماذا ننتظر وإلى أين ومتى؟
لك الله يا صفاقس، لأبنائك من الجدية والمثابرة والمهارة والجرأة والصبر، ما يجعلك قادرة على مجابهة مصيرك في هذا الزمن الرديء.