معرض الرياض الدولي للكتاب: مبدعون تونسيون بالمهجر يزورون الجناح التونسي
يتزايد يوما عن آخر إشعاع الحضور التونسي في فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب، وفي يومه الرابع الأحد 2 أكتوبر 2022 يتوافد الكتاب والفنانون التونسيون بالمهجر علي الجناح التونسي للتعبير عن اعتزازهم بمشاركة تونس كضيف شرف للمعرض ولتثمين هذه المشاركة وابرازها لدى زوار المعرض.
من أهم الأسماء التي زارت الجناح التونسي بمعرض الرياض الدولي للكتاب النجمة التونسية والعربية هند صبري التي تشارك في المعرض من خلال ندوة حوارية عن فيلم “الفيل الأزرق” رفقة أبطال الفيلم كريم عبد العزيز ونيلي كريم ومخرج العمل مروان حامد، وللاشارة فإن هذا الفيلم مقتبس عن رواية بالعنوان نفسه للكاتب أحمد مراد.
وقد عبّرت هند صبري في تصريح إعلامي عن إعجابها بتميز الفضاء المخصّص لفعاليات المعرض وبالاقبال الكبير على الكِتاب من كل الأعمار والفئات وكذلك بالزخم الثقافي في المملكة، التي تعيش بوادر انفتاح مطرد على الثقافة والفنون حسب تصريحها، مشيرة إلى أننا الجيل الذي يشهد على هذا الانفتاح ومؤكدة أن اختيار تونس أن تكون ضيف شرف معرض الرياض الدولي للكتاب خير دليل على إرادة التغيير الفعلي بتواجد “نساء بلادي” في الجناح التونسي من أديبات وصحفيات ومثقفات يعملن من أجل ترسيخ صورة أكثر إشراقا عن الثقافة التونسية، مضيفة أن المنشود في عالمنا العربي الإقبال على القراءة والكتاب أما المطلوب من المملكة العربية السعودية فهو أن تكون قِبلة الفنانين والمثقفين.
كما زار الكاتب والروائي شكري مبخوت المقيم بدبي الجناح التونسي حيث التقى ببعض “أصدقاء الحبر” وقد صرّح صاحب رواية الطلياني أن مشاركته في معرض الرياض الدولي كانت أساسا في ندوة حوارية موضوعها “تسلط المكان على الرواية العربية” إلى جانب حفل بمناسبة إصداره الجديد “متحف الأدب” وكذلك تقديم محاضرة في مركز حمد الجاسر الثقافي تحمل عنوان “تاريخ الأدب والهوية الوطنية”.
وضمن البرنامج الثقافي للمعرض تحديدا بقاعة قرطاج، حاورت الروائية ومديرة بيت الرواية آمال مختار مجموعة من الروائيين من تونس ولبنان وهم على التوالي : حنان جنان المتحصلة على جائزة كومار للاكتشاف سنة 2016 عن رواية “كتارسيس” كما أصدرت رواية أخرى سنة 2019 بعنوان ” حب الملوك” ومحمد فطومي المتحصّل على جائزة الكومار الذهبية عن روايته “الأسوياء” ومن لبنان سونيا بوماد المقيمة بالسويد والمتحصلة على جائزة التسامح لسنة 2019، للديمقراطية وحقوق الإنسان من رابطة القلم النمساوية ومركز التسامح الاوروبى ولها إصدارات عديدة مثل “التفاحة الأخيرة” و”الرصاصة الصديقة” و”كايا”.
وكان العنوان الكبير لهذا اللقاء “سيادة الرواية”، حيث امتزجت الآراء حين تم اعتبار الرواية أداة للتطهر والاستشفاء وتأثير الثورة الرقمية في إبراز بعض الكتاب واختلاف طريقة التلقي.
وقد أجمع جل المتدخلون في هذا اللقاء على أنه مامن شك أن للرواية سيادة على المشهد الثقافي لأسباب عديدة لعل أهمها النقلة النوعية التي حدثت حين فاز الروائي الكبير نجيب محفوظ بجائزة نوبل للآداب وإنصهار الأجناس الكتابية الأخرى في الرواية واستيعابها لها ثم طفرة الجوائز العربية التي تحفز الكاتب مثل جائزة كتارا للرواية العربية والطيب صالح للإبداع الروائي والبوكر العالمية.
كما تلعب الترجمة دورا محوريا في هيمنة الرواية إذ من خلالها يتم نقل الصورة الأمثل عن الكتابة في الأوطان العربية ومن ناحية أخرى تتم عملية المثاقفة مع الآخر، أضف إلى ذلك انفتاح الرواية على السينما منذ نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس وغيرهما.
وبالعودة إلى الندوة الحوارية التي شارك فيها الكاتب والروائي شكري مبخوت “تسلط المكان على الرواية العربية” بقاعة القيروان مع الروائي السوداني منصور الصويم، فقد تم في هذه الندوة مناقشة محاور مهمة نذكر من بينها إبراز سيطرة الزمان على سير أحداث الرواية وتطورها فلا أهمية للمكان إلا بالحدث أو انتقال الشخصية فيه وتطلّب المكان للكثير من الوصف وهو أمر غير محبذ لدى القارئ، لذلك نعت المبخوت بعض الأدباء “بالأذكياء” مثل ربيع جابر الذي نجد في رواياته رسوما للمكان أو خرائط تدل عليه الأمر الذي يمكّن القارئ من صورة أوضح عن مكان الأحداث دون إطناب في الوصف أو الثرثرة.
وقد أكد المبخوت في مداخلته أن جل الدراسات الأكاديمية أهتمت بالزمان على حساب المكان فعلى الرغم من أن الرواية هي فن التحولات التي تقتضي مكانا ما فإن ارتباط هذا المكان بالأحداث والشخصيات محوري وضروري.
وفي الفضاء ذاته، قدم الناقد والباحث في السينما التونسية عبد الكريم قابوس في حوار أداره الدكتور والناقد الهادي خليل تحت عنوان “مائة عام من السينما في تونس” أبرز التحولات التي مرت بها السينما التونسية في ظل التغيرات الاجتماعية والسياسية وأهم التحديات التي واجهتها حتى اكتملت الرؤية بالتوصل إلى خصوصية تميّز السينما التونسية بوصفها “سينما المؤلف” أو السينما الروائية، إنطلاقا من سنة 1967 تاريخ ظهور “الفجر” أول شريط تونسي طويل من إخراج عمر الخليفي وصولا إلى تجارب معاصرة، كما تمت إثارة بعض القضايا والإشكاليات التي تسم الإنتاج السينمائي التونسي ورصد أوجه الإئتلاف والإختلاف بين تجارب فيلمية متنوعة.