صفاقس بؤرة للهجرة غير الشرعية – المظاهر والأسباب
تزايدت في الأسابيع الماضية أعداد رحلات الموت المتجهة نحو ايطاليا بشكل غير مسبوق حيث تمكن 4077 مهاجر تونسي غير نظامي من الوصول إلى السواحل الإيطالية خلال شهر جويلية فقط.
كما تم منع 2918 مهاجرا من اجتياز الحدود خلسة،وفق اعلان المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية الذي أكد كذلك نجاح السلط الأمنية في إحباط 245 عملية اجتياز خلال ذات الشهر
وأفاد المكلف بالإعلام بالمنتدى رمضان بن عمر بأن 87% من المجتازين كانوا ذكورا و11.5% إناثا والبقية قصر وأن المجتازين التونسيين يمثلون 85.5% من إجمالي المهاجرين غير النظاميين مقابل 14.5% بالنسبة للأجانب الذين ينحدرون خاصة من بلدان جنوب الصحراء الافريقية .
وأفاد الناطق الرسمي باسم الحرس الوطني العميد حسام الدين الجبابلي بأن وحدات الحرس الوطني تمكنت في شهر جويلية الفارط من احباط ما يعادل جملة عدد عمليات الاجتياز خلال السنة الماضية كما تم إيقاف 2639 مجتازا من بينهم أكثر من 300 شخص من جنسيات إفريقية مختلفة.
الارتفاع القياسي في أعداد المهاجرين غير النظاميين مؤخرًا بشكل يذكّر بموجة الهجرة عام 2011، دفعت السلطات الإيطالية للتحرّك، تزامنا مع الزيارة التي أدتها وزيرة الداخلية الإيطالية لوتشيانا لامور جيزي لتونس، ، وقد أكدت أنها ناقشت مع رئيس الجمهورية قيس سعيّد قضية تفاقم عدد المهاجرين القادمين إلى إيطاليا من تونس
في نفس الإطار، كان موقف وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو أشدّ بتهديده صراحة بقطع برامج المساعدات على تونس إذا رفضت السلطات التعاون في مراقبة الحدود وإعادة مواطنيها وأكد على ضرورة إرجاع المهاجرين إلى تونس “على الفور”، موضحًا أن تونس تعتبر “بلدًا آمنًا” و”لا يوجد سبب لمنح حق اللجوء والسماح ببقاء المهاجرين القادمين من تونس في إيطاليا”.
صفاقس تتصدر قائمة مناطق تنظيم الهجرة عير النظامية
أفاد المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية بأنّ حوالي 80% من محاولات الهجرة غير النظامية خلال فترة الحجر الصحي الشامل بسبب جائحة الكورونا ، انطلقت من سواحل صفاقس، وأن الوحدات الأمنية المختصة تحبط عمليات الهجرة غير النظامية داخلها بنسبة 38.13 بالمائة تليها نابل بنسبة 20.33 بالمائة والمهدية بنسبة 11.86 بالمائة.
هذه الوضعية جعلت رئيس الجمهورية قيس سعيد يؤدي يوم الأحد 2 أوت 2020 زيارة تفقدية للميناء البحري بصفاقس للإطلاع على جاهزية الحرس البحري الوطني والإقليم البحري للوسط على وجه الخصوص ويجدد حرصه على ضرورة مواصلة حماية السواحل بنفس العزيمة والجدية، مع وجوب معالجة الأسباب الحقيقية التي تقف وراء تفشي هذه الظاهرة
وفي ذات السياق اكد وزير الداخلية ورئيس الحكومة المكلف “هشام المشيشي” الذي كان قد رافق رئيس الجمهورية في زيارته غير المعلنة الى الجهة انه وقعت مضاعفة الامكانيات الموضوعة على ذمة الحرس البحري بصفاقس ودعمها بوحدة جوية “مروحية” وتجهيزات اخرى ستخصص لتامين المنطقة.
خمسة عمليات حرقة في ليلة واحدة كانت ستنطلق من صفاقس
تمكنت وحدات المنطقة البحرية بصفاقس خلال الليلة الفاصلة بين يومي 27 و28 جويلية الماضي 2020 من إحباط 5 عمليات إجتياز للحدود البحرية خلسة والقبض على 64 شخصا بسواحل صفاقس والعوابد وقرقنة.
وتمكنت نفس الوحدات خلال الليلة الفاصلة بين يومي 31 جويلية و01 أوت 2020 من القبض على 08 أشخاص بصدد الصعود على متن مركب صيد بشاطئ سيدي منصور ,اعترفوا بأنهم قاموا بالتنسيق مع أحد متساكني الجهة قصد المشاركة في عملية إجتياز للحدود البحرية خلسة وذلك بعد تمكينه من مبالغ مالية تتراوح بين 3000 و3500 دينار للشخص الواحد
ونجحت فرقة شرطة النجدة بإقليم الأمن الوطني بصفاقس خلال نفس الليلة من القبض على 06 أشخاص بالشريط الساحلي طريق سيدي منصور بصدد التحضير لعملية إجتياز الحدود البحرية خلسة
وتمكنت خلال الليلة الفاصلة بين يومي 20 و21 جويلية 2020 الوحدات العائمة التابعة للمنطقة البحرية للحرس الوطني بصفاقس من إحباط عمليتي اجتياز الحدود البحرية خلسة والقبض على 79 مجتازا (من بينهم 57 يحملون جنسيات دول افريقية مختلفة) على مستوى سواحل القراطن وسيدي منصور.
هذه بعض العينات لتدخلات الوحدات الأمنية المختصة والقائمة تطول حيث كانت سواحل صفاقس في الأسابيع الماضية قبلة للحارقين من تونس ومن بلدان افريقية عديدة
أسباب تفاقم ظاهرة الحرقة المنطلقة من شواطئ صفاقس
كان العقيد فؤاد حمدي رئيس الادارة الفرعية للتخطيط والمتابعة لاقليم الحرس الوطني يصفاقس قد أشار لنا بان العوامل الطبيعية جعلت من شواطئ صفاقس قبلة لمنظمي رحلات الموت وأوضح أن السبب الرئيسي لذلك يعود الى أن البحر في الجهة قليل العمق ولا يحتوي على الصخور
وتجدر الاشارة الى أن سواحل صفاقس قريبة من سواحل جزيرة “لامبدوزا ” الايطالية حيث لا تتجاوز المسافة الفاصلة بينها 80 أو 100 ميلا بحريا حسب نقطة الانطلاق كما أن مدينة صفاقس صناعية بامتياز وتستقطب عددا كبيرا من العمال القادمين من مختلف جهات الجمهورية وحتى من الدول الافريقية الذين يقيمون فيها بانتظار الفرصة السانحة للهجرة الى أوروبا عبر رحلات بحرية غير نظامية اضافة الى طول سواحل الجهة التي تبلغ 235 كلم ووجود عدد كبير من قوارب الصيد البحري في أغلب المعتمديات والمناطق المطلة على البحر انطلاقا من اللوزة والعوابد وصولا الى سيدي منصور وقرقنة وقرقور والمحرس