عائلة شقرون بين الحقيقة و الاسطورة
يتوارث بعض شيوخ عائلة شقرون ان احد الجنود المجاهدين عند محاولة المسلمين فتح فرنسا تطوع لشق نهر الرون سباحة ، اذ وقف النهر الهائج بين المسلمين و تقدمهم اكثر في العمق الفرنسي و كان و لابد ان يعبر احدهم الى الضفة الثانية بحبل حتى يتمكن المسلمون من بناء جسر يمر فوقه الجنود و عتادهم و مؤنهم و ليتفادى برودة المياه دهن جسمه بالشحم و الزيت و قفز للضفة الاخرى بشجاعة و نجح في ذلك ، و لكونه غير معروف لبقية الجنود اصبح الجميع يتحدث عنه بصفة عمله الذي انجزه و يشيرون اليه بالرجل الذي شق الرون و منها جائت كلمة شقرون .
القصة و ان تبدو جميلة الا انها مجانبة للحقيقة لسبب بسيط و هو ان العرب الفاتحين اطلقوا على نهر الرون اسم نهر رودنة اضافة الى ان المصادر (مثل كتاب السير لاحمد بن سعيد الشماخي و كتاب اتحف اهل الزمان لابي ضياف) تجمع على ان الشقارنة هم عرب من الجزيرة نزحو الى ليبيا في منطقة جبل نفوسة في بداية القرن التاسع و اختلطوا و تصاهروا مع جيرانهم الامازيغ .
تعود تسمية الشقارنة في الاغلب الى تسميتهم : الشاكرون ثم وقع تحريفها لكلمة شقرون لالتباس الامازيغ بين حرفي الكاف و القاف .
انتشرت عائلة شقرون في كامل المغرب العربي و الاندلس و تواجدوا خصوصا في مدينة اشبيلية .
نشير اخيرا ان هناك عائلة كبيرة مسيحية في لبنان من اصول كنعانية تحمل لقب شقرون اذ يعتبر هذا اللقب ثالث لقب في الجنوب اللبناني من حيث الانتشار كما توجد عائلة يهودية سكنت اوساط الجزائر تحمل ايضا اللقب شقرون و قد هاجر اغلبهم الى فلسطين و اوروبا و يجدر بالذكر ان لا علاقة تربط بين العائلات الثلاث و كل ما في الامر مجرد تشابه في اسم العائلة فالجذر “شكر” موجود في اللغات السامية و لهذا من الطبيعي تشترك العربية و الكنعانية و العبرية في نفس الكلمة لان تلك اللغات من اصل واحد.
ملاحظة يرافق المقال صورة لوثيقة بها شجرة عائلة شقرون. و هي محفوظة في الارشيف الجزائري