كـلنــــــا فـخـفــــاخ…
في البداية أقول وأرجو أن تصدقوني…
أقول : إنني لا أدافع عن إلياس الفخفاخ ولا أبرئه ولا أدينه ولكنني أكتب لأبحث وأفهم وأساعد من يريد أن يفهم على أن يفهم…
إذا قالوا قولا في دائرة اللياقة السياسية ( إلياس الفخفاخ أخطأ) وخطأ الفخفاخ لست في حاجة الى نشره فهو منشور على حبال الاعلام والسياسة…
إذا قالوا إنه أخطأ أقول واستشهد : يقول رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، في بلد ودولة دستورها يعلن أن الاسلام دينها…(كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)…فمن فينا لا يخطئ ؟ والسياسة في دنيا الموالاة والمعارضة مهارتها في صيد الأخطاء…
وإذا قالوا : إنّه فاسد وارتكب فسادا…قلت قال رسول الله صلى الله علية وسلّم (كيفما تكونوا يولّ عليكم) فمن أين جاء الفخفاخ ؟ أليس من شعب ظهر فيه الفساد في البرّ والبحر ؟ لماذا انقلب بن علي على الزعيم الرئيس الحبيب بورڤيبة ولماذا خرج الشعب التونسي أو أغلبه يهتف لبن علي ويبارك انقلابه ؟ أليس لأنه ادّعى وقال : إنه جاء يقاوم ويطهّر البلاد من الفساد ؟ ولماذا انقلب الشعب التونسي وثار ضدّ بن علي ؟ أليس ليطهر تونس وشعب تونس من الفساد ؟…
واليوم…وفي عهد الثورة ما هو الشعار الذي ترفضه المعارضة من سنة 2011 الى اليوم ضدّ حزب النهضة وقادة النهضة ونواب ووزراء النهضة ؟ أليس شعارهم (النهضة حزب الفساد)؟
واليوم بماذا تتقاذف الأحزاب في تونس وعددها تجاوز المائتين ؟ أليس بحجارة الفساد ؟
أكتفي بما قدّمت لأعود فأقول : هذا إلياس الفخفاخ الذي يتولّى رئاسة الحكومة ترميه أغلب وسائل الاعلام وعدد من الأحزاب بتهمة الفساد ولذلك ترتفع الأقلام والأفواه مطالبة باستقالته أو إقالته ومحاكمته…هذا الفخفاخ أليس واحدا منا ومن طينتنا ومن شجرتنا ؟ ألا يصدق فيه وفينا (قلّو منين ها العرف قلّو من ها الشجرة)…؟
ألسنا نحن الشجرة ؟ أليس كل الذي يحكمنا واحدا منا وغصنا من شجرتنا ؟ فهل فينا ومنا من يقول لنا : سنأتي بعرف من غير هذه الشجرة ؟
نعم ونعم ونعم : نتوجّه الى القضاء ليقول كلمته في التهمة الموجهة ضدّ الفخفاخ…ولكن علينا ألا ننسى أننا في تونس أضعنا من عمر الشعب التونسي عشر سنوات ونحن نسقط حكومة بعد حكومة بدعوى الفساد دون أن نتصارح بأن الفساد فينا كلنا وكلنا فخفاخ ؟ فهل نبقى نسير في ذلك الطريق، ونواصل لعبة المباريات في الاتهامات ونحن في سفينة تغرق ؟
أكتفي بما قدّمت وما به صرّحت وصارحت وأقول : أعطني عقلك…
قالوا : البعض يولد نظيفا وبريئا، والبعض يجتهد ليكون في كبره نظيفا وبريئا، ولكن الناس يغارون منه فلا يتركونه نظيفا وبريئا