نوال المحمودي من صفاقس: السلطات التونسية تتوخى أسلوب المغالطات في ملف شحنة القمح المتعفن القادم من أوكرانيا
عقدت جمعية صفاقس تحلم بالاشتراك مع عدد من النقابيين الجهويين يوم الخميس 2 جانفي 2020 ندوة صحفية استضافت خلالها المتفقدة السابقة بمركز المراقبة الصحية للحدود بميناء سوسة، نوال المحمودي لتسليط الضوء حول ملابسات قضية ما يعرف ، ب“شحنة القمح الفاسد ”، البالغ حجمها 250 ألف طن والتي دخلت البلاد أواخر أوت 2019
وقد أكدت المحمودي، في الندوة الصحفية التي حضرها عدد كبير من الصحفيين والنواب وممثلي المجتمع المدني، أن الشحنة وردت من أوكرانيا وليس بلغاريا كما تزعم وزارة الفلاحة وان اصرار هذه الأخيرة على الادعاء بأنها بلغارية ينطوي على محاولة لإخفاء قدومها من أوكرانيا، الناجم عن خوفها من وجود آثار إشعاعات نووية تعود الى حادثة مفاعل تشرنوبيل
وأكّدت المتحدثة أنّ الشحنات الفاسدة من القمح لم يقع إرجاعها بل توزيعها وذلك في خلاف للمغالطات التي روجتها السلطات العمومية الصحية والتجارية والفلاحية، وهو ما يتطلب فتح تحقيق في مآل هذه الكميات.
وأشارت المحمودي الى ما لاحظته من التجاوزات كالرائحة الكريهة للشحنة ولون قمحها الأسود مستغربة في هذا الصدد “تساهل ” إدارة الميناء ومصالح الفلاحة والصحة بشأنها
ولمّحت المتفقدة السابقة بمركز المراقبة الصحية للحدود إلى ان تزامن الحرائق التي عرفتها محاصيل القمح في الصائفة الفارطة مع فترة انتظار الباخرتين “جورج بورقي” و”بينياز” الحاملتين للشحنات المستوردة في عرض البحر يطرح أكثر من سؤال في تقديرها.
وأشارت الى ” اختفاء أرشيف الميناء لمدة عشر سنوات، والتفطن إلى وجود 3 حالات وفاة خلال شهري جوان وأوت 2019 في الميناء في ظروف مسترابة “
وأوضحت المحمودي بأن كشفها “للتجاوزات والشبهات الكثيرة” التي رافقت ملف القمح المستورد كلفها عديد الاعتداءات التي طالتها في الفترة الأخيرة منها تهشيم سيارتها وسرقة هاتفها الجوال من منزلها وتعنيفها جسديا
وتجدر الاشارة الى ان رئيس لجنة الإصلاح الإداري والحوكمة ومقاومة الفساد بالبرلمان، بدر الدين القمودي، كان قد أشار الى وجود تضارب في المعلومات المقدمة من قبل وزيري التجارة والفلاحة بخصوص شحنة القمح
وبيّن القمودي أنه تم الاستماع إلى وزراء الصحة والتجارة والفلاحة مبرزًا أن وزيرة الصحة أكدت أن الرقابة الصحية على الموانئ لا تشمل البضائع، في حين أكد وزير الفلاحة تعفّن 15 قنطارًا من شحنة الحبوب وقع إتلافها، في حين قال وزير التجارة إن الكمية الفاسدة قدّرت بـ250 طنًا وتمّ إرجاعها إلى المزوّد البلغاري.
وأضاف القمودي أنه يملك صورًا من عيّنات اختلط فيها القمح الأصفر بالقمح الفاسد وأخرى تبيّن أن القمح ليس في وضع جيّد، مشيرًا إلى أن اللجنة ستواصل البحث والتثبت من هذا الموضوع
هذا وقد أكدت وزارة الفلاحة في وقت سابق انه خلافا لما تم تداوله مؤخرا من أخبار حول تولي شركة خاصة استيراد شحنة من القمح وصلت إلى ميناء سوسة التجاري في شهر أوت 2019 وقادمة من أوكرانيا تحمل إشعاعات نووية، تنفي وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري صحّة هذا الخبر جملة وتفصيلا.
وأبرزت الوزارة أن شحنة القمح القادمة على متن باخرة تحت مسمى “George” والتي رست بميناء سوسة في الفترة المتراوحة بين 29 أوت 2019 و04 سبتمبر 2019 مصدرها دولة بلغاريا، وهي عضو في الاتحاد الأوروبي وخاضعة لكل القوانين والتراتيب الأوروبية، وليست دولة أكرانيا كما تم تداوله، وأوضحت الوزارة أن القمح المورد هو من إنتاج بلغاريا لسنة 2019، كما أن الحمولة متحصّلة على شهادات الجودة ومطابقة للمواصفات الدوليّة والوطنيّة