في عيد الاذاعة الخامس والتسعين : من يرفع المظلمة عن اذاعة صفاقس
احتفل الإعلام الجهوي يوم 8 ديسمبر بعيد الميلاد التاسع والخمسين لإذاعة صفاقس , إذاعة العشرة الدائمة مع مستمعيها والصوت الصادح بمشاغلهم بتفاعلها مع نبض المواطن و مشاطرته لتطلعاته وتقديم كل ما يفيده عبر الشبكات البرامجية المتنوعة والثرية ووفق المواسم والمناسبات
لقد وصل صوت اذاعة صفاقس أعماق الجنوب وأعالي الشمال والغرب والشرق وخارج الحدود الى أن أتي القرار الجائر الذي أعاد الاذاعة الى بوتقة الجهوية بل المحلية حتى أن صوت رائدة الاذاعات الجهوية أصبح لا يتجاوز يوتقة غابة الزيتون المحيطة بها بتعلة ما أطلقوا عليه “اذاعة القرب” “
لقد كانت رسائل المستمعين ترد على الاذاعة وبكثافة من الجزائر وليبيا وايطاليا ومصر وكان الجميع ينتظرون بعث أول تلفزة تونسية جهوية في عاصمة الجنوب بعد الاعلان عن تأسيس وحدة للانتاج التلفزي وتجهيزها بمعدات ايطالية متطورة وذهاب عدد من التقنيين من أبناء الجهة الى هذا البلد للقيام بتربص مهني لكن الأحلام لم تتحقق رغم النجاح الذي حققته عدة برامج تلفزية تم انتاجها في صفاقس على غرار ” قناديل” للمبدعين رضا بسباس وابتسام المكور
لقد أدرك الزعيم بورقيبة أهمّية الإذاعة في تحقيق الأهداف التنموية وتثقيف الشعب . و قال عنها في 18 مارس 1974 بمناسبة زيارته إلى مبنى الإذاعة و التلفزة ” من حق الشعب أن يفتخر بالإذاعة فهي لاتسعى إلى الترفيه فقط ،وإنّما تهدف إلى تثقيف الشعب وإنماء معلوماته..وأنا شخصيا برغم أنني درست واطلعت كثيرا فإنّ هناك كثيرا من الأشياء تعلّمتها من مواظبتي على سماع الإذاعة”
ومن هذا المنطلق وايمانا منه بمواهب أبناء صفاقس وبناتهم وبقدراتهم الابداعية وارادته في أن يجعل منهم قدوة للجميع أذن الزعيم بورقيبة ببعث أول اذاعة جهوية في صفاقس وكان في الحسبان اقران صوت صفاقس بصورتها ببعث قناة تلفزية جهوية لكن العكس هو الذي حصل سواء في العهد النوفمبري أو حاليا فبقيت كل الوعود مجرد حبر على ورق أو كلام ذهب أدراج الرياح
وكانت اذاعة “العشرة الدائمة” تضم منذ سنة 1961 فرقة موسيقية نجحت في احتضان مبدعي الجهة الذين قاموا بدورهم باثراء خزينتها بأجمل الأغاني ومن هؤلاء نذكر الموسيقار العربي والمتوسطي محمد الجموسي ومحمد العش وصفوة وقاسم كافي وأحمد حمزة وسارة وحمادي العايدي وعازف العود المغني محمد بن عمر ومفتاح السميري وجمال الشابي ومبروك التريكي ومحمد الهادي وثلاثي الأنس والعملاق الشيخ محمد بودية الذي نجح في ترويج الموروث الموسيقي الشعبي و حفظه من الاهمال و النسيان
وضمت فرقة اذاعتنا الجهوية على مرّ السنين أجيالا متعاقبة من العازفين وكان الإنتاج الموسيقي يبث مباشرة من الأستوديو ثم أصبح يسجل ويحفظ في الأرشيف .ويوجد في رصيد الإذاعة مئات الأغاني والقطع الموسيقية التي تعتبر من درر الأغنية التونسية.
لكن الفرقة التي شرفت تونس في المحافل الوطنية والدولية ( حفل المانيا الكبير والتاريخي بالنسبة للأغنية التونسية ) اندثرت بقرار جائر كذلك واختفت معها ابداعات أبناء صفاقس والجنوب عامة
لمحـــــة عن اذاعــــة صفــــاقس
انطلقت هذه الإذاعة بوسائل عمل بسيطة للغاية وأستوديو وحيد للإرسال والتسجيل .وتطوّر البث بإحداث محطّة سيدي منصور في 1969 ووصل إلى ولايات الوسط المجاورة حتى بلغ كامل التراب الوطني سنة 1976 لكن اذاعتنا تعرضت الى مظلمة كبرى كما أشرنا الى ذلك سابقا بتحديد بثها يوم 7 نوفمبر 1998
* المسيرة الاعلامية لاذاعة صفاقس *
ديسمبر1961 انطلاق البث من استوديو وحيد بالمسرح البلدي 3ساعات يوميا
أفريــل 1963 انتقال الإذاعة إلى مقر الإذاعة القديم (إدارة البريد سابقاً)
مارس 1968 تركيز محطة الإرسال بسيدي منصور
نوفمبـر 1973 تركيــب تجهيزات حديثة باستوديو البث
جوان1977 تأسيس نادي اذاعة صفاقس
جانفـي 1983 تدشين المقر الجديد والحالي للإذاعة
جوان1988انطلاق اذاعة الشباب بشكل مستقل عن البرنامج العام
ديسمبر 1989 تدشين التجهيزات الجديدة لوحدة الإنتاج التلفزي
نوفمبر 1996 إضافة جناح جديد يحتوي خاصة على استوديو عصري للبث
مارس 1998الارتباط بشبكة الانترنيت
نوفمبر 1998 الشروع في البث على موجة التضمين الترددي ا/ ف /م