إستئناف حركة عبور المسافرين بالمعابر الحدودية البرية بين تونس وليبيا
بعد توقف حركة عبور المسافرين بين البلدين الشقيقين تونس و ليبيا دام لأشهر عديدة، ومضطرب في فترات سابقة، في محاولة لإرجاع الحركة، تم في منتصف نهار اليوم السبت 14 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020 إعادة فتح المعابر البرية الحدودية في كل من رأس جديدر و ذهيبة – وازن الحدوديين، ويأتي حدث اليوم لفتح المعابر وإستئناف إنسياب حركة المسافرين بين البلدين بناءاً على الإتقاق الذي أبرم بين الجانبين خلال زيارة وفد من وزارة الخارجية بحكومة الوفاق الليبية إلى تونس في الحادي والعشرين من أكتوبر السابق وإجتماعه بنظرائهم من وزارة الخارجية التونسية، والإتفاق على إعادة فتح المعابر الحدودية البرية وحركة الطيران من المطارات الليبية في كل من معيتيقة بطرابلس وبنينة ببنغازي إلى تونس قرطاح والعكس، والذي سيبدأ تنفيذ تسيير الرحلات الجوية بين البلدين في الخامس عشر من الشهر الجاري كما جاء في الإتفاق.
وفق الإتفاق المبرم بين الجانبين، تم وضع بروتوكول صحي مشترك ينفذ من قبل الطرفين، حيث يعتمد هذا البروتوكول ضرورة إصطحاب المسافرين نتيجة تحليل PCR سلبية لاتقل مدتها عن 3 أيام ولا تزيد عن أسبوع، والإلتزام التام بالتباعد الجسدي وتطبيق إجراءات السلامة الشخصية بما في ذلك إرتداء الكمامات وغسل اليدين بشكل مستمر بالماء والصابون، أو بالمحلول الكحولي، كما يتعهد المسافر بالخضوع لحجر صحي ذاتي (غير إجباري)، لمدة لا تقل عن عشرة أيام، وأن يخضع المسافر إلى القوانين المفروضة في كلى الجانبين، وفق السلطات في البلدين بما في ذلك حضر التجول والحركة والتنقل.
على الرغم من أن السبب الرئيسي والمباشر المعلن لتوقف الحركة وقفل المعابر يندرج ضمن الخطوات التي أتخذت بين الجانبين في بداية إنتشار جائحة مرض كوفيد – 19 وفق المسمى الشائع #كورونا، إلا أن هناك أسباب أخرى رئيسية لا يتم التحدث عنها علناً، وهي المخاوف الأمنية لدى الجانب التونسي بالذات يعد أشهر طويلة من القتال المسلح في الأراضي الليبية وبالأخص في فترة أواخر العام المنصرم 2019 حين إزدادت أعداد المقاتلين الأجانب والسوريين الذي قدموا للمشاركة في القتال في ليبيا بدعم من عدة أطراف خارجية، بشكل لافت، ومخافة تسلل بعض المتطرفين والإرهابيين من كل الجنسيات وبالأخص من أبناء تونس، وعبور الحدود بين البلدين.
عودة تنقل المواطنين الليبيين والتونسيين بين البلدين لاقى ترحيب على الصعيد الرسمي والشعبي، إلا أن البعض يراه لا زال يشكل عبئاً ومخاطراً على الصعيدين الصحي والأمني، حيث يشكل فتح المعبر حلاً إقتصادياً كبيراً لمناطق الجنوب التونسي التي تعتمد إعتماداً كبيراً على التجارة البينية، بين ليبيا وتونس، وصرف العملة والكثير من الأنشطة التي تعد ضمن السوق الموازية، هذا عدى أن تدفق الألاف من الليبيين الذين يعتمدون على العلاج في تونس، وكذلك قطاعات أخرى واسعة والتي تعتمد على حركة تدفق المواطنين بين البلدين.