قريبا افتتاح زاوية سيدي علي النوري بعد ترميمها
تضم المدينة العتيقة بصفاقس مجموعة من المعالم الدينية على غرار الجامع الكبير وجوامع سيدي بو شويشة وسيدي الياس وسيدي علي الكراي وزاوية سيدي علي النوري الكائنة في أحد الأحياء السكنية “الفاخرة ” في الجزء الشرقي من مدينة صفاقس وقد تم في السنوات الأخيرة ترميمها بالكامل وستفتح قريبا أبوابها بعد سنوات من الاغلاق
أشغال الترميم في اللمسات الأخيرة
بعد الجهود المضنية التي بذلت من أجل ترميم زاوية سيدي علي النوري بالكامل وتجديد شبكته الكهربائية ودهنه يتم حاليا وفق ما أكده المشرف على الأشغال السيد حمادي مقني ترميم أبوابها التي تعتبر تحفا في المجال المعماري العربي الاسلامي ولم يعد ينقص الزاوية سوى فرش بيت الصلاة حتى يعود هذا المعلم الهام لاستقبال رواده في أحسن الظروف وكما كان منذ النصف الثاني من القرن السابع عشر في عهد المراديين المرابطين حيث كان في البداية ، منزل سيدي علي النوري الخاص. بعد عودته من دراسته في القاهرة عام 1668 ،وتحويله للمبنى إلى زاوية ولتحفيظ القرآن الكريم وتدريسه مع سائر العلوم الشرعية كما جعل فيها بيوتا لسكني الطلبة الوافدين من الضواحي والبلدان الأخرى وبعث مكتبة متنوعة بتنوّع العلوم الدينية والرياضيات والفلك والطب واللغة والأدب والتاريخ
هندسة معمارية متميزة
يحتفظ المعلم بخصائص المسكن الخاص الصفاقسي. وهذا واضح من خلال حجمه وتركيبته الهندسية إذ يتكون من قاعة دخول و بهو مفتوح مع رواق جانبي جنوبي وغرفة للصلاة وخلايا لسكن الطلاب
بالمقارنة مع زوايا أخرى شهيرة في مدينة صفاقس ، يتميز هذا المعلم بمظهره وأشكاله البسيطة التي تبرز زهد صاحبه وترفعه عن كل مظاهر البذخ
لمحة عن حياة سيدي علي النوري الصفاقسي
هو علي بن سالم بن محمد بن سالم بن أحمد بن سعيد النوري ولد سنة 1643م بصفاقس ,كان متعلقا منذ صغره بطلب العلم , تلقّى دراسته الأولى في مدينته ثم انتقل إلى العاصمة وكان إذّاك ولدا يافعا لم يتخطّ عمره أربع عشرة سنة.
لازم الزيتونة وقرأ على أجلّة مشايخها وثابر في طلب العلم ثم استكمل دراسته العليا بمصر بجامعة الأزهر ورجع الى صفاقس سنة1668م محمّلا بإجازات مشايخه وعمره خمس وعشرون سنة
لم يقتصر عمله منذ الأيام الأولى للعودة الى مسقط رأسه على تعاطي العلم والتعليم وإرشاد الناس، بل كانت مشاركته في المجتمع الصفاقسي كاملة وكان من أبرز أعماله انشاء مدرسة لتعليم القرآن والعلوم الشرعية عامة
وشارك الشيخ في مقاومة كل من اعتدى على سواحل المدينة كقراصنة مالطة وعمل مع أهل الفضل من أهل صفاقس في إنشاء سفن لهذا الغرض وأنفق من ماله في هذا الغرض
ألف الشيخ علي النوري كتبا عدّة، منها ما تعلق بالفقه والتوحيد كمخطوط “العقيدة النورية في اعتقاد الأئمة الأشعرية” وكذلك علم الفلك وغيرها من المعارف الانسانية